أذا كنا نريد فعلاً أن نتعلم أبجديات النهج عبد الله ناجي علي الديمقراطي بقواعده الصحيحة والسليمة يجب علينا أن نهيئ المناخ المناسب لذلك .ومن أولويات تهيئة هذا المناخ إزاحة الديناصورات التي لازالت تتربع على المواقع القيادية لغالبية الأحزاب والتي أصبحت تشكل عائقاً أمام من ينشدون التغيير والإصلاح بطرق سليمة عن طريق الديمقراطية بوصفها آلية لإدارة شئون المجتمع، فالذين تأصلت في سلوكهم الشمولية بكل أنماطها يجب أن تنقرض من الحياة السياسية إذا كنا نريد فعلا لا قولا بناء يمن اتحادي فيدرالي يعيد للوحدة محتواها المفقود الذي دمرته حرب 94م الظالمة .. وعندما نقول هذا الكلام عن ديناصورات الأحزاب فهذا لا يشمل جميع القيادات في الأحزاب ولكن تلك القيادات المصابة بالعقم الفكري والتي أصبحت غير قادرة على التكيف مع معطيات المرحلة الجديدة التي تتطلب عقول سياسيه مستوعبه لروح العصر. فالحراك السياسي الذي نعيشه اليوم يظهر من الناحية الشكلية وكأنة منسجم مع الهامش الديمقراطي الذي نتعاطاه شعارات ..لكنه من حيث المضمون بعيد عن ذلك تماماً ! وما يجري على أرض الواقع أن الشمولية هي سيد الموقف برغم لباسها القميص الديمقراطي وأكبر دليل على ذلك فشل كل الأحزاب في حل الإشكاليات التي واجهت الوحدة والتي أوصلتنا إلى حرب صيف 94م التي دمرت الوحدة .. فإذا كان لدينا فعلاً هامش ديمقراطي نستخدمه لحل مشاكلنا بطرق سليمة لما قامت الحرب على أهم وثيقة وضعت من قبل الأحزاب وهي وثيقة ( العهد والاتفاق ) التي تتضمن أهم أسس بناء الدولة اليمنية الحديثة ،فالذين وضعوها انطلقوا من طروحات نظرية تخدم المستقبل بينما ( الديناصورات ) في الأحزاب الثلاثة أدارت الأزمة ضمن حسابات الماضي . وتؤكد الخارطة السياسية حاليا أن هناك فجوة كبيرة بين تطلعات قواعد الأحزاب بشكل عام وبين القيادات ألديناصوريه لأحزابها ، خاصة تلك القيادات المصابة بالعقم الفكري ، التي لم تعد تمتلك من التفكير سوى أن السلطة تمثل بالنسبة لهم ( غنيمة ) لا يمكن التفريط بها حتى الموت ... وهذا ما جعلهم ينظرون إلى السلطة من زاوية التملك وليس من زاوية الممارسة!! مما جعلهم ينظرون إلى من ينادون بالإصلاح والتغيير وكأنهم أعداء يهددون مصالحهم المكتسبة بطرق غير شرعية .
وأمام هذه( الديناصورات ) المسيطرة على غالبية المواقع القيادية للأحزاب نشاهد القواعد الحزبية للأحزاب بشكل عام تنادي بعملية التغيير والإصلاح وبإلحاح شديد لأنها تعيش في قلب المعاناة التي يعيشها عامة الشعب لهذا نجد إعداد كبيره من القواعد الحزبية خاصة في الجنوب قد تخلوا عن أحزابهم . والأهم من هذا أن هناك قواسم مشتركة تتفق عليها قواعد الأحزاب جميعا ، ،تتقدمها بناء الدولة اليمنية الحديثة ، دولة المؤسسات ، دولة النظام والقانون ، ومحاربة الفاسدين- أي اللصوص- وإيجاد مواطنة متساوية وتحقيق العدالة بمفهومها الشامل والقضاء على رباعي التخلف ( الفقر ،الجهل ، المرض، الخوف) ،وإيجاد تنمية سياسية حقيقية تهدف إلى بناء المجتمع اليمني المدني الحديث.
كل هذه القواسم المشتركة تجمع جميع القواعد الحزبية لكل الأحزاب لكن (الديناصورات ) تقف عائقاً دون تحقيق ذلك.
وأخيراً نقول لهم أن منطق التاريخ يؤكد أن لكل مرحلة رجالها ..وليس رجال لكل المراحل مثلما تعتقدون أو بالأصح تتوهمون .
فرجاء أعطوا فرصة لقوى التحديث والإصلاح لكي تبني اليمن وتنقلنا على الأقل من قائمة البلدان المتخلفة إلى قائمة البلدان النامية