نشرت صحيفة الشروق الجزائرية حوارا مطولا أجراه الكاتب ياسين بن لمنور مع السيدة أسماء بن قادة التي ارتبط اسمها منذ سنوات بالشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد الدولي للعلماء المسلمين، كزوجة شابة في مقتبل العمر ترتبط برجل في عمر جدها. وقد تطرق الحوار، الذي يقع في أكثر من 5 آلاف كلمة، إلى مساحات غامضة لم يتثن التأكد من صحتها عن قصة الارتباط الذي جمع بينهما والذي كان مثار جدل واسع من أوله إلى آخره تتعلق ببداية التعارف ثم الإعجاب من طرف الشيخ والإجلال من جانب الفتاة التي تمثل أوج العنفوان الحريمي الجزائري في ذروته.
حيث استهل الصحفي ما كتب بذكر مقولة وردت على لسان بن قادة تقول فيها: "لا أظن أن الشيخ سيحذف قصة زواجه من مذكراته لأن الجزء الذي حذفه ستالين من مذكرات لينين هو المشهور الآن أكثر من الكتاب نفسه"
وسردت ضيفة الحفل، نقصد الحوار، تفاصيل حالة الرومانسية المراهقة التي ألصقتها بالشيخ القرضاوي حيث استفاضت في وصف نظرات النشوة التي كان يرميها بها ثم قصائد الشعر التي كتبها متغزلا في حسنها طوال 5 سنوات سبقت الزواج والتي قال في إحداها:
"أترى أطمع أن ألمس من فيك الجوابا أترى تصبح آهاتي ألحانا عذابا أترى يغدو بعادي عنك وصلا واقترابا آه ما أحلى الأماني وان كانت سرابا! فدعيني في رؤى القرب وإن كانت كذابا! وافتحي لي في سراديب الغد المجهول بابا!
وسرعان ما انتقل الكاتب من تفاصيل الحب وظروف الزواج التي جمعت بين الشيخ والصبية ليظهر ما تبطنه نفسه تجاه مصر والمصريين، حيث يقول في أحد مواضع الكتابة: مع تقديرنا لفضل وعلم الشيخ القرضاوي ولأن الكثير من تفاصيل هذا الزواج قد سبق لفضيلة الشيخ أن تحدث عنه في مذكراته فإن ما تورده السيدة أسماء من هذا الحوار الشيق يزيد من احترامنا لفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي الذي أحب الجزائر وأحبته بغض النظر عن المحيط الموبوء أحيانا الذي عانت منه السيدة أسماء التي كانت حريصة هي الأخرى على إجلال العلماء وإكبارهم..
الشيخ يوسف القرضاوي
ويتناول بعدها مباشرة كيف دب الخلاف بين الشيخ والفتاة والتي ترى فيها بن قادة أن الإعلام المصري سبب أساسي في فشل العلاقة بينهما حيث قالت: لم تتردد مجموعة من الصحف المصرية في نشر سيل من المقالات مثل "في وهاد حب فيه تترى" و"الماء إذا بلغ قلتين لم ينجسه شيئ" في المصري اليوم، و"من وراء السنة والشيعة" ومن "يهدم القرضاوي" في اليوم السابع، و"المال والسلطة وروكسلانة" في البديل.
بالإضافة إلى ما كتب في روز اليوسف وغيرها من بين تلك التي عنونت مقالاتها بالشيخ العاشق وعودة الشيخ إلى صباه، علما أن الشيخ كان قد قال في أول قصيدة نظمها عني عام 1989: "لست أخشى من غبي أو ذكي يتغابى..لست أخشى قول حسّادي شيخ يتصابى..كل ما أخشاه أن تنسي فؤادا فيك ذابا..فأرى الأزهار شوكا وأرى التبر ترابا..وأرى الأرقام أصفارا، ودنيانا يبابا?..وأرى الناس سباعا وأرى العالم غابا".
ويختتم بن لمنور حواره بسرد تفاصيل انتهاء الحلم الوردي على لسان الزوجة قائلة: بعد اشتداد الهجوم عليه في المواقع السلفية ووسائل الإعلام التي شنت حملة شعواء ضد ارتباطنا بدأت تعاملات الشيخ تتغير معي.
وذات ليلة أكد لي بأنه ذاهب إلى المزرعة عند صديقه لكي يقضي اليوم هناك وسيعود في المساء، لكن في المساء اتصل بي سكرتيره ليقول لي بأن الشيخ سافر وستطول سفرته دون أن أعرف أين هو ولماذا سافر وما هو الهدف.
وبقيت على هذا الشكل مروعة لا أعرف عنه شيئا، وقد كان عندي مؤتمران أحدهما في قبرص والثاني في سوريا، في نفس تلك الأيام، وتحاملت على نفسي وحضرت أوراقي وشاركت فيهما وأنا أعيش حالة من القلق والإرهاب النفسي نتيجة الترويع، بينما هو مختف لا أعرف عنه شيئا وقد أغلق كل وسائل الاتصال، ورسائل الإيميل تمطرني بأحط ما قرأت في حياتي من رذالة والمقالات كانت ترسل على إيميلي ليتأكدوا بأنها وصلتني.
وبعد أسابيع تبيّن أنه كان في مصر، في الوقت الذي كنت فيه في أشد الحاجة إليه، وبدأت تظهر أشياء لم أكن أتخيل أو أتصور للحظة أنني سأتعرض لها في يوم من الأيام، إنها أشبه بأفلام الرعب من حيث تناقضها مع منظومة الإسلام بالكامل!..
تصور أن أولى الخطوات الإستراتيجية كانت توقيف نشر المذكرات على موقعه وموقع إسلام أونلاين الذي كان يترأس مجلس إدارته في ذلك الوقت، وهي خطوة جاءت مرافقة لاختفائه وللحملة الإعلامية، وقد حدث ذلك قبيل وصول الحلقة الخالدة الثالثة والثلاثين، ولازالت متوقفة إلى اليوم!