تجددت، أمس، المواجهات بين جماعة الإخوان (الإصلاح) مسنودين بقوات من الفرقة (المنحلة) وجماعة الحوثي في محافظة الجوف بالسلاح الثقيل والمتوسط، بعد ساعات من إعلان اللجنة الرئاسية وقف إطلاق النار وتوقيع الطرفين اتفاق صلح لإنهاء التوتر وكافة المواجهات المسلحة بينهما في المحافظة. وقالت مصادر قبلية محلية لصحيفة "اليمن اليوم" إن المواجهات اندلعت في منطقة الساقية، على بعد 20كم تقريباً في الشمال الغربي لمنطقة الصفراء التي شهدت مواجهات ساخنة بمختلف أنواع الأسلحة، خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأضافت المصادر أن مواجهات أمس الأول أسفرت عن مقتل 3 من مسلحي جماعة الحوثي وآخر من مسلحي الإخوان، فيما أصيب آخرون من الطرفين. وتوقعت المصادر تجدد المواجهات في منطقة الصفراء خلال الساعات القادمة، مشيرة إلى أن طرفي الحرب لا يزالان في مواقعهما ويواصلان الحشد، وليس هناك ما يشير إلى استعدادهما لتنفيذ الاتفاق، فضلاً عن أن قيادات قبلية محسوبة على حزب الإصلاح واللواء علي محسن الأحمر منعت اللجنة الرئاسية من دخول المنطقة محل الصراع "الصفراء" أو ما تعرف هناك بمنطقة (الأشراف).
وكان رئيس اللجنة الرئاسية، الشيخ خالد هضبان، قد قدَّم استقالته قبل أسبوعين احتجاجاً على رفض محافظ الجوف القيادي في حزب الإصلاح، محمد سالم بن عبود، دخول اللجنة إلى منطقة الصراع وحلَّ بدلاً عنه في رئاسة اللجنة زميله الشيخ محمد درعان من أبناء بيحانشبوة، وعضوية الشيخ مرضي كعلان والشيخ مفرح بحيبح.
وبحسب المصادر، فإن اللجنة انتقلت إلى مأرب لتباشر عملها من هناك بعد منعها من الدخول إلى الصفراء.
وفي اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" قال مصدر في اللجنة الرئاسية إن الشيخ حمد بن راكان رفض دخول رئيس اللجنة محمد درعان إلى الصفراء، إلا أن أعضاء اللجنة اعتبروا ذلك رفضاً صريحاً للجنة ككل.
وكانت اللجنة توصلت، السبت، إلى اتفاق صلح وقَّعه الطرفان- الإصلاح والحوثيون- لإنهاء التوتر وكافة المواجهات المسلحة في المحافظة.
ووقَّع الاتفاق عن حزب الإصلاح الشيخ محمد صالح الروسا، فيما وقَّع أحمد صالح هندي دغسان عن الحوثيين.
وتضمَّن الاتفاق- حصلت "اليمن اليوم" على نسخة منه- 5 بنود:
1- استمرار وقف إطلاق النار من الطرفين، مع بقاء الضمانات من كل طرف.
2- إنهاء التمترس من الطرفين ورفع كافة الاستحداثات على خلفية الأحداث الأخيرة.
3- رفع كل النقاط المستحدثة بسبب الأحداث الأخيرة من الطرفين، وأي طرف خرج من نقطة أو موقع بسبب الأحداث ليس له رجوع إليها، يرفع مثل النقاط المستحدثة.
4- تبادل الأسرى والمخطوفين والجثامين إن وجدت بين الطرفين.
5- تواصل اللجنة عملها في المرحلة الثانية فور الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى، ليكون حل المشكلة جذرياً في المنطقة بشكل عام.
وقال مصدر "اليمن اليوم" في اللجنة الرئاسية إن بنود الاتفاق تقضي بانسحاب مسلحي حزب الإصلاح من نقطة الحجر ومن موقع المشافي وتسليمهما لقوات محايدة من الجيش أو الشرطة العسكرية، فيما يبقى الحوثيون في موقع الصفراء والالتزام بعد محاولة استعادة السيطرة على الحجر والمشافي أو استحداث أية نقاط أو مواقع على خط مأرب- الجوف- صنعاء.
وكان مسلحو الإصلاح (الإخوان) قد سيطروا على الحجر والمشافي بهجوم مباغت مطلع الشهر الفائت على مسلحي الحوثيين المتمركزين في الصفراء الواقعة على الحدود الإدارية بين مأربوالجوف، وتتبع إدارياً مديرية مجزر محافظة مأرب، فيما تمكن الحوثيون من صد الهجوم على الصفراء.
وشكَّل الإصلاح (الإخوان) ما يعرف هناك في الجوفومأرب ب(الجيش القبلي) تم استقطاب أعداد كبيرة إليه من مأربوشبوة والبيضاء لمواصلة الحرب حتى دحر الحوثيين من موقع الصفراء الاستراتيجي وصحن آل بوصالح والسيطرة عليهما.
والصفراء موقع تابع للواء 115 سيطر عليه الحوثيون أثناء الأزمة 2011 فيما سيطر مسلحو الإصلاح على معسكر ومقر قيادة اللواء في حزم الجوف عاصمة المحافظة، إلى جانب سيطرتهم على معسكر الأمن المركزي هناك، ولا تزال المعسكرات تحت سيطرتهم حتى اللحظة بعد أن تم تجنيد الآلاف من مقاتليهم في الجيش والأمن وإحلالهم بدلاً عن منتسبي اللواء 115 ومعسكر الأمن المركزي السابقين.
وقال ل"اليمن اليوم" ذات المصدر إن الحوثيين جددوا مطالبهم بتحييد اللواء 115 عن الصراع وتغيير محافظ الجوف لعدم التزامه الحياد.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" عن محافظ محافظة الجوف محمد سالم بن عبود قوله إن توقيع هذا الاتفاق يأتي استجابة للدعوات التي أطلقها عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، وتتويجاً للجهود التي بذلتها اللجنة التي شكَّلها وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، والتي باشرت مهامها في 19 يوليو الماضي وقامت بالنزول الميداني لمناطق التوتر والمواجهات والتقت بممثلي أطراف النزاع وتدارست معهم جميع الحلول لإنهاء النزاع والمواجهات المسلحة. ولفت عبود إلى أن اللجنة باشرت، عقب توقيع الاتفاق، بعد عصر أمس، بالنزول الميداني للإشراف على بدء تنفيذ بنود الاتفاق واستلام مواقع التمترس والنقاط التي يتم إخلاؤها من المسلحين تمهيداً لتسليمها للوحدات العسكرية المكلفة بالانتشار في تلك المواقع.