لم يبق للرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" من وصف يصفه إخوان المسلمين إلا أن يقولوا أنه " النبي" ، وقد مسحوا من ذاكرتهم الآلية أقذع ألقابهم وأبشعها .. وزاحموا "الشيعة" في ترقبهم لخروج "المنتظر" من سرادب المجهول وأنفاق "الجهل" وقد اكتشفوا أن الذي ينتظرونه هو ذاته من كان رأسه مطلوباً ونظامه مهدداً بالسقوط في ثورة البغي السافر في عام الربيع العبري الأسود 2011م، وأن نبيهم "الثائر" هو "الدجال" بعينه وحقده وصفاته وفتنته الموحشة . - قبل أسابيع تزاحمت الألقاب على بوابة "صالح" ولغة الحرص على حياته أيضاً من (غدر) الحوثيين إن فتحوا "صنعاء" لصرختهم ، وهم يدعونه ويعودون اليه ليعقد معهم حلفاً جديداً ، وقد نسوا أنهم من قتله في جامع "النهدين" ولا سواهم ، وأنهم أحرقوه وقطّعوا أطراف "ضيوفه" المُصلين في مجزرة "الربيع" طمعاً في بلوغ الحُكم بعد يأسهم من رحيله وهروبه كما فعل بعض أقرانه الرؤساء المرتعشين . - قد كانوا مؤمنين بالنظام والدولة وشركاءٌ أصيلين في النفوذ والجاه والجيش والمنافع .. ولكنهم صدّقوا "السامري" وآمنوا ب"العِجل" وأشركوا بالوحدة ونقضوا العهد وارتفعت مطالبهم لخيانة الأرض واستباحة السماء لغزاة "الناتو" الذين اجتمعوا على مغانم الذهب الأسود المخبوء في أعماق "ليبيا" الجريحة . - في العيد لاحقوا "النبي صالح" إلى مسجده ، ورفع "حامي ثورتهم" يده يرجو الصفح والسماح منه . فرفض ! ، كان مؤدباً في تجاهله ليد الغدر .. وكأنه يقول : يدي التي ترجونها هي تلك اليد التي احترقت في "أخدود النهدين" ! ، ولما يأسوا من جذبه لقتال خصمهم الذي يرعبهم ويهدم دورهم فوق رؤوسهم .. عادوا لديدنهم ونشروا الشائعات من جديد ، وطفت سلسلة الإتهامات على صفحة "صحافة نت" فيما سيل القراءات يرتفع .. فالناس تستهويهم أخبار "المغامرات" وأماني الشك وخيوط المؤامرات التي تختمر في "قات" القائمين على مواقع تلك الأخبار المتوالدة كالأرانب فيكتبون ويؤلفون ويلصقون "خُراجاتهم" المقززة فوق ظهر "المصدر المجهول" كما هي أسمائهم التي يدخلون بها إلى شبكات التواصل الإجتماعي مجهولة وغير مؤدبة ، وحمقاء أيضاً . - لقد حذركم "النبي صالح" ألا تعقروا "ناقته" ، فذبحتموها ورفضتم كل عقل وحكمة ورجاء وخوف على مستقبل الوطن وحياة الوحدة وأمنية الاستقرار .. فقولوا اليوم ماشئتم : إمنحوه "النبوة" أو ارفعوه إلى السماء أو انتظروه عند الفجر ليكون "مهدياً" و "إماماً" .. ثم انكثوا كل شئ وعودوا لقبح أوصافكم ودمامة خُلقكم وأخلاقكم .. فما "صالح" إلا زعيم قد خلا من قبله الزعماء .. وكانت له ناقة المنجزات الهائلة .. فعقرتموها .! . - قال تعالى " فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عُقباها " . .. وإلى لقاء يتجدد.