أكد الدكتور علي مجور رئيس الوزراء أن تحديات الطرق هم وقاسم مشترك بين جميع الدول ، مؤكدا حرص الحكومة على توفير السلامة على الطريق ، وإنشاء الطرق السليمة في إطار التزام الحكومة بتحديث البنية التحتية للبلاد بصورة عامة ، داعيا لإنشاء مركز للسلامة على الطرق ضمن إستراتيجية شاملة تعنى بسلامة الطرق كما هو معمول به في بقية دول العالم ، منوها بالجميع التفاعل الإيجابي والمثمر مع كافة أوراق العمل والبحث عن الحلول والمعالجات الكفيلة بتعزيز جهود الحكومة الرامية لتوفير السلامة على الطرق والحد من الخسائر البشرية والاقتصادية الناجمة عن الحوادث المرورية . جاء ذلك خلال افتتاحه اليوم للمؤتمر الوطني الأول للسلامة على الطرق ، والذي تنضمه كلية الهندسة في جامعة صنعاء بالتعاون مع وزارة الداخلية ووزارة الأشغال العامة والطرق ووزارة النقل على مدى يومين تحت شعار (نحو طريق آمن ) بمشاركة عدد من الباحثين والمفكرين والمعنيين والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني . من جهته أشار صادق أمين أبو رأس نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية ، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر إلى أهمية المؤتمر لافتا إلى أنه يأتي ضمن مساعي الحكومة لإيجاد الحلول للمشاكل التي تواجهها حركة سير المركبات على الطرق ، ودعوة كافة الجهات لتضافر الجهود والحد من آثارها السلبية ، مشيرا إلى الدور الذي يجب أن يضطلع به المشاركون في المؤتمر في دراسة وتحديد حجم المشكلة المرورية بشكل علمي والبحث عن الحلول والمعالجات الكفيلة بالحد من المآسي والخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الحوادث المرورية ، موضحا أن الحوادث المرورية هي بمثابة حرب غير معلنة بالنظر إلى حجم الضحايا التي تخلفها هذه الحوادث والتي تتجاوز أحيانا ضحايا الحروب والكوارث ، مستعرضا بعض التقارير والإحصائيات الدولية والمحلية عن الخسائر والانعكاسات السلبية الكبيرة للحوادث المرورية ، ومنها تقرير منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع حالات العجز بين أوساط البشر بسبب الحوادث المرورية ، بالإضافة إلى إحصائيات أخرى عن وصول عدد ضحايا الحوادث المرورية خلال عشر سنوات إلى 26 ألف وإصابة 148 ألفا شخص بالإضافة إلى حوالي 20 مليار خسائر مادية .
كما ألقى الدكتور حسان عبدالمغني عميد كلية الهندسة بجامعة صنعاء كلمة أكد من خلالها أن هذا المؤتمر يأتي لدراسة المشكلة المرورية وتحديدا شبكة الطرق بصورة علمية عبر البحوث والدراسات المنهجية لهذه المشكلة التي يتصاعد خطرها وأضرارها السلبية على المجتمع بالنظر إلى ما تسببه من نزيف للأرواح على الطرقات بشكل كبير يستدعي من كافة الجهات الرسمية والشعبية بذل الجهود لوضع حد لها ، داعيا لرفع قدرات الجامعات ومؤسسات التعليم العالي لتمكينها من القيام بالدور والمسئولية الاجتماعية المناطة بها ، من خلال دراسة مشاكل المجتمع ووضع الحلول والمعالجات لها .
وكان الحفل قد تضمن عرض فيلم وثائقي عن الحوادث المرورية في اليمن منذ عام 2000 وحتى عام 2010م والخسائر المادية والبشرية التي نجمت عنها ، موضحا أن عام 2009م شهد 3071 حالة وفاة نتيجة الحوادث المرورية ، كما تضمن الحفل قصيدة شعرية نالت الاستحسان .
ويناقش المشاركون في المؤتمر على مدى يومين 18 بحثا وورقة عمل تتناول السلامة المرورية ، من ضمنها إبراز حجم وطبيعة المشكلة المرورية وعناصرها الثلاثة ، والتخطيط الحضري للمدن وتصميم الطرق بشكل علمي يقلل من إسهامها في وقوع الحوادث المرورية ، وأهمية التعليم والتوعية بالسلامة المرورية في وسائل الإعلام والجامعات والمدارس وداخل الأسرة ، وضرورة وضع برامج واستراتيجيات لدور المؤسسات والجهات المعنية والتشريعات المرورية ، وإجراءات تحقيق السلامة على الطريق ، وسلامة المركبة والفحص الفني الدوري لها .