أبو راس : اليمن شهدت خلال ال10 سنوات الأخيرة أكثر من 120 ألف حادث مروري أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور أن الدولة بقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - توفر كل الإمكانيات أمام تحقيق أفضل مستويات السلامة في الطرقات الرئيسية والفرعية؛ لأنه ما من شيء أغلى من روح الإنسان. وقال رئيس مجلس الوزراء خلال افتتاحه أمس بصنعاء أعمال المؤتمر الأول للسلامة على الطرق: “إن هذا الالتزام ينضوي في إطار الالتزام الواسع النطاق تجاه تحديث البنية التحتية للبلاد، وتوسيعها والحرص على توظيف التقنيات المتطورة لتحقيق السلامة على الطرق”.. داعياً إلى إنشاء مركز يُعنى بأبحاث السلامة على الطرق أسوة بما هو معمول في بقية دول العالم. وأضاف: “إن هذا التوجه يجب أن يكون جزءاً من استراتيجية شاملة تُعنى بسلامة الطرق بدءاً من تخطيط وتصميم الطرق وفق المعايير الفنية المعتمدة وانتهاءً بالشواخص والإرشادات المرورية وتكثيف حملات التوعية المرورية. وتابع الدكتور مجور قائلاً :«إن التحديات المرتبطة باستخدام الطرق والمشاكل المؤلمة التي تنتج عنه تشكل قاسماً مشتركاً بين جميع المجتمعات والدول، وفي ضوء هذه الحقيقة تتجلى الأهمية الكبيرة لهذا المؤتمر الذي نتطلع إلى أن يقف على الحلول الناجعة، وأن يحيط بخبرات مجتمعنا وغيره من المجتمعات للتقليل من الحوادث التي تحصد آلاف الأرواح سنوياً وتخلف نتائج كارثية على المستويين الاجتماعي والاقتصادي». كما أكد ضرورة أن يقف المؤتمر بالإضافة إلى العوامل المتصلة بواقع البنية التحتية للطرقات أمام عوامل أخرى مهمة لعل أبرزها عدم الالتزام بقواعد السير من جانب السائقين والمشاة أيضاً والتراخي في التطبيق الصارم لتلك القواعد. وحث رئيس الوزراء على ضرورة تكامل الجهود بين الأجهزة المعنية والمجتمع في هذه القضية؛ كونها تلامس اهتمام الجميع وتخاطب ضمير كل فرد منا وتحفزنا جميعاً على استشعار روح المسئولية كلاً من موقعه، أين التزم وأين قصَّر. وأشار إلى ضرورة أن يقف هذا المؤتمر أمام ما تمثله ظاهرة تملك سيارات متهالكة بكل ما تمثله من تحديات حقيقية تفاقم من مخاطر الحوادث المرورية في الطرقات..متطرقاً إلى الجهود التي تبذلها الأجهزة المختصة من أجل منع استيراد وإدخال المركبات المستخدمة في إطار إدراكها للمخاطر الكامنة في هذا النوع من المركبات، فضلاً عما تمثله من عامل استنزاف لاقتصاديات المواطنين والدولة. كما حث الجهات المعنية على العمل الجاد والمتواصل على كافة المستويات والعناية بمراكز الفحص الفني الدوري للمركبات ومدارس تعليم القيادة لتشمل جميع محافظات الجمهورية..مؤكداً ضرورة أن تحظى أوراق العمل المقدمة للمؤتمر بالمناقشات الجادة والتفاعل المسئول من قبل جميع المشاركين للخروج برؤى وتوصيات منهجية تحقق تطلعنا جميعاً في تطبيق متطلبات السلامة المرورية بشكل متكامل وصولاً إلى تحقيق شعار نحو طريق آمن. وأشاد الدكتور مجور بالجهود التي بذلت من قبل جامعة صنعاء والإدارة العامة للمرور وكافة الجهات المنظمة لهذا المؤتمر وما تبديه من حرص على تجسيد الوظيفة الاجتماعية للرسالة الأكاديمية والعلمية للجامعات تجاه المجتمع بالمساهمة الفاعلة في إيجاد الحلول العلمية للمشاكل والظواهر الاجتماعية.. متمنياً لأعمال المؤتمر النجاح والتوفيق. من جانبه استعرض نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق أمين أبو راس حجم المآسي التي تخلفها حوادث الطرق على المستويين العالمي والمحلي..لافتاً إلى أن المؤشرات الدولية بهذا الصدد تؤكد أن البلدان العربية في مقدمة الدول التي تعاني من تلك الظاهرة, حيث تحصد سنوياً ما يقارب 26 ألفاً، وتلحق بأكثر من 250 ألف إصابة. وطالب أبو راس المشاركين في المؤتمر الخروج برؤية علمية وواقعية ومنهجية تساهم في معالجة المشكلة للحد من الحوادث المرورية في اليمن..موضحاً أن اليمن شهدت خلال ال10 سنوات الأخيرة أكثر من 120 ألف حادث مروري بمعدل 12 ألف حادث سنوياً أودت بحياة 26 ألفاً وأصيب جراءها 148 ألف شخص، بينما تجاوزت خسائرها المادية ال 20 مليار ريال. وأكد أن القضية المرورية تعتبر من أهم قضايا المجتمع المتشعبة والمتشابكة، والتي يجب أن تتوزع مسئولياتها على مختلف فئات وشرائح المجتمع ..مشيراً إلى أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر حرصت على إشراك جميع الجهات ذات العلاقة في دراسة وتشخيص هذه الظاهرة من خلال أوراق العمل المقدمة إلى المؤتمر. وتطرق نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية إلى مظاهر المشكلة المرورية في المدن والطرق الرئيسية التي سيعرضها المؤتمر مثل الازدحام في حركة السير والاختناقات المرورية والأضرار البيئية الناجمة عنها والمخاطر الصحية وغيرها. وكان عميد كلية الهندسة بجامعة صنعاء الدكتور حسان عبدالمغني قد أكد أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي سيتناول عدداً من أوراق العمل والمواضيع التي من شأنها الإسهام في التخفيف من الحوادث المرورية وما تخلفه وراءها من خسائر بشرية ومادية كبيرة تفوق كل التوقعات. وقال: إن القضية المرورية تعد هماً وطنياً يستدعي العمل الجماعي من أجل التقليل من الحوادث المرورية، وما ينجم عنها من خسائر.. مبيناً أن كل الجهود الهادفة للتقليل من مآسي هذه القضية تتطلب تفهماً ودعماً حكومياً سخياً حتى تتحقق النتائج المرجوة، إلى جانب تنفيذ حملة توعية واسعة عبر مختلف وسائل الإعلام بهدف نشر الوعي المروري وإشراك الجميع في حلها والتقليل من الخسائر الناجمة عنها. ونوه عميد كلية الهندسة بالدور البارز الذي تقوم به وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للمرور، ووزارة الأشغال العامة والطرق، وجامعة صنعاء والهيئة الوطنية للتوعية، وغيرها من الجهات الداعمة والراعية لهذا المؤتمر في سبيل التقليل من الحوادث المرورية من خلال نشر الوعي المجتمعي وتطبيق إرشادات السير على مستخدمي الطريق من سائقين ومشاة وغيرها من البرامج التي تسهم في معالجة المشكلة المرورية. تخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن الحوادث المرورية وما تخلفه من خسائر بشرية ومادية على المستوى المحلي والعربي والدولي أبرز حجم المشكلة ، وقصيدة شعرية معبرة عن المشكلة المرورية للطفلة أمة الله حسان نالت الاستحسان. بعد ذلك بدأت أولى جلسات اليوم الأول للمؤتمر برئاسة نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر صادق أمين أبو راس كرست لمناقشة الدراسة الميدانية للشركة الاستشارية (WSP) حاضر فيها السيد (راي شيو). فيما تناولت الجلسة الثانية برئاسة وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري مسألة إبراز حجم وطبيعة مشكلة السلامة على شبكات الطرق من خلال ثلاث أوراق عمل الأولى بعنوان: “تشخيص حجم مشكلة الحوادث المرورية على الطرق اليمنية قدمها الدكتور عبدالسلام الثور، وتناولت الورقة الثانية لمدير عام المرور العميد يحيى زاهر المشكلة المرورية في الجمهورية اليمنية مظاهرها ومسبباتها ووسائل معالجتها، وركزت الورقة المقدمة من مدير مرور أمانة العاصمة المقدم الدكتور نديم الترزي على حوادث السير المؤثرة على السلامة المرورية في أمانة العاصمة، أثريت جميعها بالمداخلات والنقاشات التي من شأنها الإسهام في تخفيف المشكلة ونشر الوعي المجتمعي بمخاطرها. وتناولت الجلسة الثالثة برئاسة وزير الأشغال العامة والطرق المهندس عمر الكرشمي التخطيط الحضري وتصميم وصيانة وتنفيذ الطرق وعلاقتها بالسلامة المرورية على شبكة الطرق، جرى خلالها استعراض ثلاث أوراق عمل تناولت الأولى التصميم الهندسي وعلاقته بالسلامة المرورية قدمها الدكتور عبدالله المسوري، وأبرزت الورقة الثانية للمهندس أنيس السماوي دور صندوق صيانة الطرق في أعمال السلامة المرورية، وتناولت الورقة الثالثة تخطيط شبكة الشوارع الرئيسية والفرعية الداخلية وعلاقتها بالسلامة المرورية قدمها المهندس محمد الطلوع. هذا ويواصل المؤتمر أعماله اليوم الإثنين بعقد ثلاث جلسات أخرى في سبيل تشخيص المشكلة المرورية والبحث عن الحلول الممكنة التي من شأنها التخفيف من أعبائها والخسائر البشرية والمادية الناجمة عنها.