استبعدت الولاياتالمتحدة في وقت متأخر الأحد (بالتوقيت المحلي) تجاوز الخلافات بين أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة العسكرية في شبه الجزيرة الكورية، لكنها أوضحت أن المجلس سيواصل مداولاته حول هذا الموضوع. وقالت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة ورئيسة المجلس للصحفيين، بعد ما يقرب من ثماني ساعات من المناقشات في جلسة مغلقة، لم يكن هناك إجماع بين أعضاء مجلس الأمن حتى على إدانة القصف الذي شنته كوريا الشمالية في 23 تشرين ثان/ نوفمبر الماضي على جزيرة كورية جنوبية والذي أسفر عن مقتل اثنين من مشاة البحرية الكورية الجنوبية واثنين من المدنيين. وأشارت رايس إلى أن معظم أعضاء المجلس لم يتلقوا تعليمات واضحة من حكومات بلادهم حول طرق التعامل مع الأزمة، وهو الأمر الذي زاد من صعوبة التوصل إلى موقف مشترك لمواجهة التحدي المتصاعد المتمثل في منع وقوع نزاع جديد في شبه الجزيرة الكورية. وأضافت "يمكننا أن نتوقع أن الهوة الموجودة من غير المرجح أن يتم تجاوزها". وكررت رايس دعم بلادها لحق كوريا الجنوبية في الدفاع عسكريا عن نفسها وأن كوريا الشمالية ليس لديها الحق في الهجوم على دولة عضو في الأممالمتحدة. وأكدت أنه يحق لحكومة سول أن تجري تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية والمقررة الاثنين أو الثلاثاء. وكانت كوريا الشمالية قد هددت بعواقب كارثية حال إجراء هذه التدريبات. وتابعت رايس "إنها تدريبات دفاعية روتينية. وجمهورية كوريا تحتاج إليها ولديها الحق في الاستعداد للدفاع عن النفس بعد أن فقدت حوالي 50 من مواطنيها على مدى الشهور الماضية". ونوهت إلى أن المجلس سيواصل مناقشاته بمجرد تلقي كل أعضائه التعليمات من حكوماتهم. وكان فيتالي تشوركين السفير الروسي لدى الأممالمتحدة قد صرح في وقت سابق بإن اقتراحا بإرسال مبعوث من الأممالمتحدة لإجراء محادثات مع كل من الكوريتين الشمالية والجنوبية كان الأكثر تفضيلا من قبل معظم أعضاء المجلس. وأوضح تشوركين أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يجب أن يدرس إرسال المبعوث، وهو إجراء لا يتطلب موافقة المجلس وليس موضوعا مثيرا للجدل. وقال تشوركين إنه إذا كان المجلس قد وافق على اقتراحه لتوجيه دعوة إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" فإن هذا كان سيعني الموافقة على المبعوث على الفور. وقادت روسيا الجهود في مجلس الأمن في محاولة لدرء أي صراع عسكري بين الكوريتين. وأكد تشوركين إن الدعوة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس كانت مناسبة نظرا لعدم وجود آلية دبلوماسية لتخفيف التوتر، بما في ذلك العودة إلى المحادثات السداسية حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية والتي تضم الكوريتين وروسيا والصين والولاياتالمتحدة و اليابان. وأشار تشوركين إلى أن المجلس ربما يجتمع الاثنين لمواصلة المناقشات بشأن أزمة شبه الجزيرة الكورية.
ومن جهة أخرى، بدأت كوريا الجنوبية الاثنين مناورات مدفعية بالذخيرة الحية في جزيرة يونبيونغ التي قصفتها بيونغ يانغ مؤخرا، وذلك رغم التهديدات الكورية الشمالية بالرد، كما أعلنت وزارة الدفاع في سيول. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لوكالة فرانس برس إن "المناورات بدأت". وأكد مصور وكالة فرانس برس في جزيرة يونبيونغ حيث تجري المناورات سماع دوي قصف مدفعي. وكان الضباب أدى إلى تأخير البدء بهذه المناورات التي كان مقررا أصلا أن تنطلق قرابة الظهر (بين 02,00 و03,00 تغ). وأشارت الوزارة إلى أن المناورات ستستغرق أقل من ساعتين. وتلقى المدنيون في جزيرة يونبيونغ، التي قصفها الشمال مؤخرا، وفي أربع جزر جنوبية أخرى قريبة أمرا في الصباح من السلطات الكورية الجنوبية بوجوب النزول بسرعة إلى الملاجئ. وتم إصدار أمر مماثل في كل الجزر الجنوبية الواقعة في البحر الأصفر قرب خط الحدود مع الشمال، كما أعلن متحدث باسم رئاسة أركان الجيش الكوري الجنوبي. وكانت بيونغ يانغ توعدت نهاية الاسبوع الماضي ب(كارثة) اذا ما أجرت سيول هذه المناورات في هذه الجزيرة التي يطالب بها الشمال. واثر مناورات مماثلة أجرتها سيول في يونبيونغ في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر أطلقت كوريا الشمالية حوالى 170 قذيفة على الجزيرة وحولها، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم مدنيان اضافة إلى تضرر عشرات المنازل.