بحسب ما تتناقله وسائل الإعلام، وكما لو أنه "جديد" مع أنه "قديم" يستجد ويتجدد على مدار الأيام؛ أجواء التوتر "تعود" على غزة خاصة والمنطقة بوجه عام جراء التصعيد العسكري ال"إسرائيلي" المتزامن مع حلول الذكرى الثانية لمحرقة غزة التي لازالت آثارها شاخصة بدمارها الذي حول آلاف المنازل ومئات المرافق من مدارس ومستشفيات وأسواق ومؤسسات ومخازن الأدوية والغذاء إلى أنقاض، ووحشيتها التي اغتالت مئات الأبرياء وخاصة من المقعدين لإصابتهم البليغة ولبقائهم في معاناة دونما علاج جراء الحصار الظالم على غزة. في هذا السياق يشار إلى أنه في غضون الأيام القليلة الماضية تكثفت الغارات الجوية ال"إسرائيلية" على قطاع غزة وأدت إلى سقوط 12 شهيدا و30 جريحا ودمرت عديدة من المنازل والمنشآت. في النظرة إلى هذا التزايد من الأعمال العدوانية الصهيونية على القطاع وتزامنه والذكرى الثانية لمحرقة غزة، يرى بعض المراقبين أن جيش الاحتلال، بقدر ما يهدف إفساد احتفاء أبناء غزة بذكرى صمودهم الاسطوري في وجه آلية الدمار والوحشية الصهيونية، في ذات الوقت يوجه رسالة -وخاصة لحركة المقاومة- أن يده لا زالت طائلة وأن فشل تصفية حركة "حماس" خاصة والمقاومة بوجه عام معقود على توجه انتقامي، وهذا ما تضعه المقاومة الفلسطينية في سياق مواجهتها للاحتلال بطبيعته وسياسته العدوانية وبجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. بعض من الأوساط الفلسطينية وأطراف عربية ترى أن هكذا تصعيد "إسرائيلي" يندرج في محاولة "إسرائيلية" لصرف الأنظار إلى ما آلت إليه التسوية من انهيار جراء السياسة ال"إسرائيلية" المناهضة للسلام وهذه ترى أن المطلوب عدم إعطاء "إسرائيل" فرصة في هذه اللعبة لإعادة خلط الأوراق. من جهتها، "إسرائيل" تعيد تكرار ما كانت تردده حين كان الانقسام الفلسطيني لم يسقط ما بين الضفة وغزة عندما كانت مثل هذه الأعمال تعتبر في التصريح ال"إسرائيلي" موجهة ضد "حماس" وليس "فتح"، الآن تقول "إسرائيل" إن عملياتها موجهة ضد الفصائل التي تطلق صواريخ إلى المستوطنات وهي تعتبرها وقائية ورسالة ل"حماس" وفي خطوة صهيونية جديدة لتعميم وتعميق الانقسام السياسي داخل مصفوفة حركة المقاومة وفصائلها. في أية حال أكان ما يجري انتقاما أو محاولة لصرف الأنظار أو هو لتغذية وتوسيع الانقسام في الصف الفلسطيني هو بالإجمال يصب في مجرى العدوان الصهيوني عل الشعب الفلسطيني في حقوقه ووجوده، وواجه السفور دمار لغزة وسرطان الاستيطان في الضفة والقدس وما بينهما الاعتقال والاغتيال وصنوف التنكيل والارهاب.. فما هو المطلوب من الاحتلال بعد كي يرتفع ذوي الشأن السياسي الفلسطيني إلى مستوى لمواجهة العدوان وإنهاء الاحتلال وإزالة الاستيطان؟