يصادف اليوم ال27 من ديسمبر ذكرى مرور عام على الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة والتي استمرت نحو ثلاثة أسابيع وسقط خلالها 1419 شهيدا وشهيدة، وما يزيد على 5300 جريح وفق الإحصاءات الفلسطينية. كما تسببت هذه الحرب في وقوع أضرار كبيرة طالت المنازل والأراضي الزراعية والبنى التحتية والتي لا يزال الآلاف يعانون نتائجها بسبب منع إسرائيل إدخال مواد البناء إلى غزة لمنع مشاريع إعادة الإعمار. وحسب تقرير إحصائي أصدرته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) " فقد خسر القطاع الاقتصادي نحو 309 ملايين دولار بعد أن استهدف جيش الاحتلال بقذائفه وصواريخه كثيرا من المصانع والمزارع والمؤسسات الاقتصادية". وتأتي الذكرى الثانية للحرب على غزة والتي أسماها الجيش الإسرائيلي بعملية الرصاص المصبوب متزامنة مع تصعيد إسرائيلي جديد يشهده القطاع منذ نحو أسبوعين، حيث استشهد نحو 15 فلسطينيا منذ بداية الشهر الجاري، إضافة إلى جرح العشرات. وكان قائد جيش الاحتلال الجنرال جابي اشكنازي حذر من خطورة الأوضاع على الحدود مع قطاع غزة حيث قرر نشر وحدات متطورة من الدبابات في الوقت الذي رأى فيه أن انفجار الأوضاع قضية وقت. وترافق هذا الإعلان مع زعم إسرائيلي أن الفصائل الفلسطينية نجحت في تهريب أسلحة متطورة إلى القطاع من بينها صواريخ يمكن لها أن تضرب وسط إسرائيل، إضافة إلى صواريخ يمكنها تدمير الدبابات. وأعلنت بعض الفصائل الفلسطينية في غزة بعد الحرب تهدئة من طرف واحد أوقفت بموجبها إطلاق الصواريخ نحو البلدات والمدن الإسرائيلية القريبة من القطاع. وطالب مركز حقوقي فلسطيني المجتمع الدولي ومؤسسات الأممالمتحدة بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة ومنع إسرائيل من ارتكاب جرائم حرب جديدة بحق القطاع. ودعا مركز "سواسية" لحقوق الإنسان العالم العربي والإسلامي للخروج عن صمته والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وضرورة عقد جلسة عاجلة لجامعة الدول العربية لمواجهة التهديدات الخطيرة. وقال: إننا "ننظر بخطورة بالغة إلى تصاعد العمليات العسكرية في قطاع غزة بما فيها سياسة الاغتيال والقتل بحق المواطنين واستئناف سياسة القصف وإرهاب المزارعين واستهداف الصيادين". من جانبها قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها استطاعت وفصائل المقاومة الأخرى والشعب الفلسطيني أن يفشلوا الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة، الذي حاول الاحتلال من خلاله أن يقضي على مقاومة الشعب الفلسطيني وأن ينهي نتائج انتخابات ديمقراطية ويكسر إرادة الصمود ليفرض حلوله الاستسلامية ويصفي القضية الفلسطينية. ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن بيان للحركة بمناسبة الذكرى الثانية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قوله إن الحركة لم تتنازل ولم تعترف بالكيان الإسرائيلي ولم ترضخ للشروط الصهيونية ولم تستطع دبابات الاحتلال إخراجها ولا تزال المقاومة تحمي شعبها بكل شموخ وكبرياء. واتهمت الحركة الولاياتالمتحدةالأمريكية بمنح الضوء الأخضر لكيان الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على القطاع مشيرة إلى أن الاحتلال وعد جميع الأطراف بضربة خاطفة قد تستمر ثلاثة أيام فقط وينتهي كل شيء لصالح مشروعه الصهيوني. وأشارت الحركة إلى أن جيش الاحتلال اضطر لأن ينسحب ويترك غزة رغم الدمار شامخة الرأس ولينكشف زيف أكاذيب الكيان الغاصب حتى في وسط الشعوب التي تعاطفت معه طويلاً. وقالت الحركة: إن ملايين البشر من كل الألوان والأجناس باتوا يعتزون بالشعب الفلسطيني بسبب مواجهتهم مخرز الظلم والباطل، لافتة إلى أن خير دليل على ذلك القوافل التي تتوافد إلى قطاع غزة من كل صوب. ووجهت الحركة بمناسبة هذه الذكرى التحية للشعب الفلسطيني الذي التف حول المقاومة وللشهداء الأبرار وللجرحى الذين ظلوا شاهدا على البطولة وعلى وحشية وجبن الاحتلال ليذكروا الضمير الإنساني بمدى عنصرية هذا الكيان وإجرامه كما وجهت التحية لشعوب العالم التي خرجت بعشرات الملايين غضبا ونصرة للشعب الفلسطيني. وختمت الحركة بيانها بدعوة جميع الجهات المعنية إلى توثيق حالة الصمود والثبات التي جسدها الشعب الفلسطيني أمام آلة الحرب الإسرائيلية لتكون نبراساً للأجيال المقاومة.