أظهرت وثائق سرية بريطانية أنّ رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر تفاوضت سرًّا مع إيران للإفراج عن الرهائن الأمريكيين في طهران عام 1980 بعد إنقاذ الجيش البريطاني لإيرانيين احتجزوا رهائن في سفارتهم في لندن.
وهذه الوثائق التي تعود إلى عام 1980 وكانت مَحْمِيّة بسرّ الدفاع منذ ثلاثين عامًا نشرت الخميس، وأظهرت أن تاتشر أرادت استغلال نجاح العملية التي أدّت في 5 مايو 1980 إلى الإفراج عن الرعايا الإيرانيين الذين كانوا محتجزين رهائن في سفارتهم في لندن، للمطالبة في المقابل بالإفراج عن الأمريكيين الذين كانوا أيضًا محتجزين في سفارتهم في طهران منذ نوفمبر 1979. وفي رسالةٍ سرية حثّت تاتشر التي تولت رئاسة الحكومة البريطانية بين 1979 و 1990 الإمام الخميني على الإفراج عن الأمريكيين ال52، وقالت: "أطلب من الإمام الخميني أن يأمر بالإفراج عن الرهائن الأمريكيين في بادرة حسن نية تجاه الرجال الشجعان الذين جازفوا بحياتهم من أجل إنقاذ الرهائن الإيرانيين". لكن تاتشر امتنعت عن المقارنة بين الوضعين الحساسين في لندن وظهران. فالرعايا الأمريكيون احتجزوا رهائن في سفارتهم في العاصمة الإيرانية من قبل مناصري آية الله الخميني بعدما أعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستستقبل شاه إيران الذي نفي بعد الثورة الإسلامية في يناير 1979. والرهائن الأمريكيين كانوا محتجزين أساسًا منذ خمسة أشهر حين قام ستة إرهابيين باحتجاز 26 إيرانيًا رهائن في سفارتهم في لندن في أبريل 1980. وخلال هجوم القوات الخاصة في الجيش البريطاني على السفارة الإيرانية، قتل خمسة من الإرهابيين الستة فيما قتل رهينتان فقط. ونجاح العملية دفع بالدبلوماسية البريطانية إلى محاولة مساعدة الدبلوماسية الأمريكية. وأوفدت تاتشر سفيرها جون غرين إلى طهران لتسليم الرئيس الإيراني آنذاك أبو الحسن بني صدر شخصيًا رسالة. وشدّد غرين على الطابع السري لهذه المبادرة التي اتخذت بدون التشاور مع الولاياتالمتحدة. لكن المحاولة لم تعطِ نتائجها المرجوة؛ لأنه لم يتم الإفراج عن الأمريكيين إلا في يناير 1981 أي بعد 444 يومًا من الاحتجاز.