توحي مواقفنا وسياساتنا العامة والخاصة كما لو أن أننا نائمون على بحر من النفط.. ونمارس رياضة المشي فوق كثبان من الذهب عيار 24. هذا الحال لايقتصر على حكومة مشغولة عن محاربة الفقر والبطالة والقات والنمو السكاني وهدر المياه بكل ماهو سياسي خالص.. كما لايقتصر هذا الحال على أحزاب معارضة تتفنن في النفخ في الفتن وإشغال الدولة عن واجباتها بطنين المكايدة الحزبية والتهديد بغزو الشارع.. وإنما صرنا كمواطنين في ذات القضبان وعلى نفس القطار الذي يتطاير منه الدخان.. شعارنا يومك عيدك.. واصرف ما في الجيب يأتيك مافي الغيب. وسائل الإعلام نفسها تمارس دوي الصدى البائس الباهت.. لاتصنع رأياً عاماً حقيقياً ضمن وعي بأولوياتنا في هذه البلاد مؤسسات وأفراد. تصوروا.. قنوات فضائية تابعة لدول الإمارات والسعودية والكويت تناقش مسألة تطوير الحس الترشيدي عند الموظف والعامل.. كيف أوفر ولو القليل وكيف أستثمر ولو اليسير، ونحن هنا(نتقارح) سياسة في سياسة. لاتقولوا عفواً.. هم أغنياء وقادرون على التوفير.. لأن الفقير هو أكثر الناس حاجة لأن يدخر من العشاء حتى يراه (فطوراً). وقديماً قالوا بأن القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود.. غير أننا مانزال نرى كل أيامنا بيضاء ببركات.. يومك عيدك.. ومابدا بدينا عليه.. وجمعة مباركة.