ترك عام 2010 آثارا سلبية على اقتصادات الدول الأوروبية حيث تسببت الديون التي غرقت فيها بعض دول منطقة اليورو في إقرار خطط تقشفية قاسية نتج عنها مظاهرات عارمة واحتجاجات عمالية واسعة، إلا أنه من الواضح أن العام الجديد 2011 سيكمل ما بدءه سلفه السابق ليكون عاما مليئا بالتحديات والمفاجئات بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو في مؤتمر صحفي إن 2011 لن يكون عاما سهلا وسيكون في الواقع عاما صعبا للغاية وفي بعض الأحيان مؤلما من الناحية الاقتصادية، إلا أنه أشار إلى أن أوروبا تبني مستقبلا يتضمن بنية أقوى على المدى البعيد للاقتصاد.
وذكر أن الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي ناقشت في اجتماعها الأول هذا العام اثنين من القطاعات ذات الأولوية لتعزيز النمو والطاقة والابتكار، مبديا اعتراضه على مستوى التقدم الذي أحرز في مجال كفاءة الطاقة.
ولفت الى أن المفوضية الأوروبية تريد تطوير العمل في المستقبل بشأن خمس أولويات تتعلق بارساء سياسة قوية في مجال الطاقة واقامة سوق داخلية في مجال الطاقة ووضع بنية تحتية للطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي واحراز تقدم حاسم في مجال كفاءة الطاقة بجانب ارساء نهج فعال وموحد للطاقة في اطار السياسة الخارجية الأوروبية.
أعلن باروسو في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" انه سيسافر الأسبوع المقبل الى أذربيجان وتركمانستان من أجل دفع مبادرة تتعلق بالطاقة، مضيفا أن أمن وتنويع امدادات الطاقة لدينا يمثلان واحدة من الأولويات الاستراتيجية في أوروبا.
إنقاذ إيرلندا
اعلنت المفوضية الأوروبية أمس الأربعاء عن اصدارها سندات بقيمة 5 مليارات يورو لتمويل المرحلة الاولى من اتفاقية الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي للدعم المالي الخاصة بايرلندا والتي تم الاتفاق عليها في شهر ديسمبر الماضي.
ووفق بيان للفوضية فانها قد اصدرت السندات بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي في اطار الآلية الأوروبية للاستقرار المالي التي اقرت العام الماضي.
وذكر البيان ان نسبة فائدة القروض التي ستحصل عليها ايرلندا لانتشالها من كبوتها الاقتصادية تبلغ 5.51% حيث سيتم البدء في صرف هذه الأموال لايرلندا في ال 12 من شهر يناير الحالي.
يذكر ان الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي اتفقا في ديسمبر المقبل على خطة انقاذ بقيمة 85 مليار يورو لدعم ايرلندا في حل مشاكلها الاقتصادية.
الدعم الصيني
أوضح نائب رئيس مجلس الدولة الصينى لى كه تشيانغ الذي يزور اسبانيا حاليا أنه من المقرر ان توقع الصين واسبانيا اتفاقيات حكومية وعقودا تجارية تقدر ب 7.5 مليار دولار أمريكى.
وقال لي كه تشيانغ انه من المرجح ان تشتري الصين المزيد من سندات الحكومة الاسبانية من اجل مساعدة البلاد على معالجة مخاوف السوق ازاء قدرتها على سداد ديونها.
وادلى لى بهذه التصريحات خلال اجتماع عقده مع النائبة الثانية لرئيس الوزراء الاسباني ووزيرة الاقتصاد والمالية، إيلينا سالغادو.
وأكد لي في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" على ان الصين كلاعب طويل الامد ومسؤول فى سوق السندات الحكومية الاسبانية لم تخفض حيازتها للسندات بل عززت عمليات الشراء وسط المخاوف من ازمة الديون الاوروبية,،مضيفا اننا سنشترى المزيد من السندات الحكومية الاسبانية اعتمادا على ظروف السوق .
ووصل المسئول الصيني الى مدريد يوم الثلاثاء الماضي للقيام بزيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام الى اسبانيا وهي المحطة الأولي في جولته التي ستأخذه أيضا إلى ألمانيا وبريطانيا.
وحول ارتفاع معدلات البطالة في دول الاتحاد الأوروبي، أعلن مكتب العمل الإتحادي في ألمانيا أن عدد العاطلين إرتفع، على غير المتوقع، في ديسمبر الماضي وأنه أنهى بذلك سبعة أشهر متتالية من الإنخفاض في صفوف المتقدمين للحصول على إعانات بطالة في البلاد.
فقد إرتفع عدد العاطلين عن العمل في أكبر إقتصادات أوروبا الشهر الماضي بمقدار 3 آلاف مع حساب العوامل الموسمية، ليصل إلى 3.152 مليون عاطل مع تسبب الشتاء شديد البرودة في توقف كثير من الأعمال الخارجية مثل قطاع الإنشاء.
وظل معدل البطالة دون تغيير عند مستوى 7.5%، وارتفع عدد العاطلين، مع إغفال المتغيرات الموسمية بمقدار 85 ألف شخص ليصل إلى 3.016 مليون عاطل الشهر الماضي. وقد أدى ذلك إلى إرتفاع عدد العاطلين عن العمل مجددا ليتجاوز عتبة 3 ملايين عاطل، وصعد معدل البطالة، دون إحتساب العوامل الموسمية، من 7% في نوفمبر إلى 7.2% ديسمبر.
كان عدد العاطلين إنخفض إلى ما دون 3 ملايين شخص في أكتوبر الماضى إلى أدنى مستوياته منذ حوالي عقدين من الزمن.