اليمن منذ التاريخ القديم والشعب اليمني منذ الأزل عرف بحبه وسماحته لكل الناس وكل البشر وكل الديانات وكل المذاهب، الشعب اليمني عُرف بهجراته منذ مئات السنين الى أقصى الشرق وأقصى الغرب ووصل إلى شمال أفريقيا بل وعبر البحر الأبيض المتوسط وحمل معه صفات الإسلام الحقيقية والتي هي السلام وحب الناس والتعامل مع كل الأطياف الدينية والمذهبية في كل مكان تطأ أقدامهم فيه، لذا فقد كان له السبق في نشر الدعوة الإسلامية السمحة المعتدلة والتي ترفض العنف والشر والحقد والكراهية بين بني البشر عامة ولو كان أجدادنا لايحملون تلك الصفات أو كانوا متشددين متطرفين لما نجحوا في نشر الدعوة المحمدية في أوساط القارات الثلاث رغم تعدد دياناتها ولكنهم كانوا يعبّرون في سلوكهم وطرق حياتهم وتعاملهم مع كل البشر عن هذا الدين الذي يعتمد في أسسه على نشر المحبة والسلام والأمان والتعاون بين الأديان ويرفض العنف والكره والحقد والبغضاء بين بني البشر. ذلك هو الشعب اليمني يا سادة يا كرام يا من فسرتم تعاليم الدين الإسلامي على هواكم ومصالحكم وأهدافكم الشخصية، هو الشعب اليمني يا من ألبستموه ثياباً ليست مقاسه وألصقتم به وباليمن سمعة لاتليق به وليست من دينه وليست من تاريخه الذي توارثه أباً عن جد ولم يدخل بينها سلوك مشين متطرف متشدد يرفض الآخرين ويكفرهم ويدخلهم بفتاويه جهنم، شعبنا اليمني يا سادتي يعرف أن مكوناته الاجتماعية في اليمن متعددة بتعدد أطيافها المذهبية بل يحوي بين ظهرانيه تعدداً دينياً أيضاً، ولم يظهر في سنوات تاريخه القديم أو الحديث ما يثير الفتنة والتشدد بل لم نكن نعرف أن هذا فلاناً من الطائفة الفلانية وأن فلاناً من الديانة الفلانية وحتى يومنا هذا، وهذا دليل على سماحة الإنسان اليمني وصفاء فكره وطيبة قلبه نحو عامة البشر ومن يعرف اليمن جيداً يلمس ذلك بنفسه، وأقولها حقيقة ناصعة لمن يعرف أو لا يعرف أن من شذ عنا وعن تاريخنا وسلوكنا ووحدتنا ليس منا أبداً. لقد عاش بيننا من هم يهوديو الديانة ومن هم مسيحيو المعتقد ومن هم فرس وهندوس ومن هم من يؤمنون بمذاهب متعددة ولم تشتعل نيران الفتنة والحقد والاغتيالات لأن أرض اليمن والشعب اليمني اعتاد على تعدد كل تلك الأطياف من البشر وأن أرضنا مباركة لا تقبل أن يدنسها جاهل متطرف باسم الدين أو باسم الطائفية أو باسم فئة أو باسم منطقة، بل إننا نكره وننبذ أية دعوات للتشدد والكره والحقد والتشرذم والانفصال لأن أجدادنا علمونا وعودونا على حب الناس دون النظر إلى دينهم أو مذهبهم. لذا فلم يحصل في التاريخ القديم أو الحديث ما يعكر صفو العلاقة بين طوائف الشعب اليمني المتعددة وبين من يسكن اليمن أي كان دينه أو مذهبه حتى يومنا هذا وإن ظهر غير ذلك فهو منتج خارجي. كل تلك المقدمة يجب أن يتذكرها من يعتقد أو من يشوه صورة اليمن واليمنيين عند كل حادثة أو من يُلبس اليمن ثوباً ليس ثوبها ومن يصف اليمن والشعب اليمني بأوصاف ليست منه، فهؤلاء ليسوا منا، وحتى العصر الحديث وما فعلته طالبان في الشعب الأفغاني من جرائم وماسماه الإعلام المجاهدين العرب لم يكونوا في الأساس قادمين من اليمن أو من تربية مدارس اليمن أوحتى من خريجي كتاتيبها الدينية. لأنه حتى كتاتيبنا الدينية كان خريجوها يوصفون بالاعتدال، كيف وهم يقطنون في مجتمع متعدد أيضاً، لذا لم تكن اليمن منبعاً ومدرسة ومصنعاً للمتشددين الذين انحرفوا بعد ذلك وأصبحوا إرهابيين اكتوت من نار تطرفهم اليمن أكثر من غيرها وآخرها قصة الطرود والتي يبدو أنها كانت مفبركة ومحبوكة بشكل احترافي. والمؤسف حقاً أن الإرهابيين وهم موجودون في كل مكان وبصور متعددة قادمون إلى اليمن من خارج الأراضي اليمنية ولكن وللأسف أفعالهم المشينة تسيء لليمن أكثر مما تسيء للبلدان التي قدموا منها. والمؤسف أيضاً أن اليمن دائماً تكون الضحية الأكثر تضرراً والمجتمع الدولي غير آبه لما يتسبب به هؤلاء المجرمون في بلادنا من أضرار وخسائر على الاقتصاد اليمني وعندما تصلهم أخبار أو تقارير عن مؤامرات وخطط الإرهابيين ترتعد فرائصهم متناسين أننا نواجه في اليمن هؤلاء الإرهابيين والمتعاونين معهم بقدراتنا وإمكانياتنا المحدودة، فنجد الإعلام الغربي وبمساعدة أعداء اليمن قد شمر ساعديه في الهجوم الإعلامي على بلادنا متناسين أننا نخسر شبابنا وأموالنا من أجل القضاء على تلك الشرذمة من المتشددين والمتطرفين وأعوانهم من الانفصاليين ومتناسين أيضاً أننا في الصف الأول حماية لنا ولهم لمحاربة الإرهابيين والذين يعرفهم العالم بمسمى القاعدة رغم أنهم أحياناً يلبسون ألبسة مختلفة للتضليل. نعلنها هنا أننا مستعدون أن نضحي بعشرات بل وبمئات وآلاف الجنود للقضاء على هؤلاء الأوغاد من المتشددين القتلة ومن يساعدهم ويدعمهم من مرضى الفكر وناقصي العقل والدين. العالم الغربي والعربي يجب أن يعرف ويتذكر أن أرضنا اليمنية لم تكن يوماً من الأيام قاعدة للإرهابيين ولن تكون بل إننا أحد أكبر ضحايا صُناع القاعدة ولم نكن أبداً ولن نكون قاعدة للقاعدة.