أقدم شاب جزائري عاطل على إشعال النار في نفسه، بعد أن رفض مسئول محلي منحه وظيفة، على طريقة الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي فجر انتحاره في منتصف ديسمبر الماضي موجة احتجاجات شعبية تسببت في الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي من السلطة. وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية في موقعها على شبكة الإنترنت مساء السبت، أن الشاب ويدعى محسن بوطرفيف (27 عاما) ويقطن مدينة بوخضرة في ولاية تبسة في أقصى شرق الجزائر أقدم على فعلته بعد أن تعرض لرد سلبي من رئيس البلدية الذي أجابه بعدم توفر وظائف، داعيا إياه إلى اتباع طريقة البوعزيزي في تونس. وقالت الصحيفة نقلا عن شهود عيان، إن الشاب محسن وهو أب لطفلين التقى برفقة 22 شابا آخرا برئيس البلدية أمام مقرها في وقت سابق السبت وطالبوه بفرص عمل لكنه رد عليهم بأنه لا يستطيع توظيف أحد، ما دفع الشاب إلى التهديد بحرق نفسه إذا لم يتحصل على وظيفة، فدعاه رئيس البلدية بسخرية إلى حرق نفسه إذا كان لديه شجاعة محمد البوعزيزي. وفور ذلك، قام الشاب بسكب البنزين وإحراق نفسه أمام الملأ، لكنه نجا من الموت بعد أن تدخل مواطنون لإنقاذه ونقله إلى المستشفى على الفور، وسط حالة من التذمّر والسخط، حيث وصفت جراحه بالخطيرة وصنفت من الدرجة الثالثة. وبحسب الصحيفة نفسها، فقد سارع والي تبسة إلى إقالة رئيس البلدية، ولوح بحل المجلس نهائيا، وأمر بفتح تحقيق إداري في ملابسات الحادثة، والتقى بممثلي المجتمع المدني وأعيان المدينة واتخذ إجراءات لتهدئة الوضع من خلال إجراء تحقيق في ملابسات الحادثة وإنشاء لجنة تنسيق لحصر مطالب الشباب بخصوص التوظيف. وذكرت الصحيفة أن فرقة الدرك الوطني فتحت تحقيقا حول الواقعة، واستمعت إلى رئيس البلدية وبعض الشهود الآخرين تحسبا لإحالة الملف إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة العوينات، مشيرة إلى الدفع بتعزيزات أمنية في المنطقة التي شهدته الحادث في ظل حدة الغضب والاستياء التي خلفتها الحادثة. وكانت حادثة إقدام البوعزيزي في تونس في ديسمبر الماضي، بسبب منعه من العمل كبائع خضار متجول بسبب عدم امتلاكه رخصة من البلدية المحلية، إلى اندلاع موجة من الاحتجاجات الدموية استمرت أربع أسابيع وانتهت بفرار الرئيس زين العابدين بن علي من البلاد الجمعة. وكانت بعض الأحياء الشعبية في عدد من المناطق بالجزائر شهدت مؤخرا موجة من العنف ومواجهات بين السكان وقوات مكافحة الشغب احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية.