يتحدث الامين العام لحزب الله حسن نصر الله مساء الاحد عن "المستجدات والاوضاع الراهنة" في لبنان عشية بدء استشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة جديد يصعب التكهن بنتائجها في ضوء الانقسام الحاد داخل مجلس النواب. واعلن حزب الله في بيان وزعه على الاعلام وتلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان نصر الله "يطل عند الساعة 20,30 (18,30 ت غ) من الاحد على شاشة قناة المنار (التابعة لحزب الله) للتحدث عن المستجدات والاوضاع الراهنة". ويسبق حديث نصر الله مواجهة حادة في معركة اختيار رئيس جديد للحكومة بين سعد الحريري ومرشح تحالف حزب الله، ظهرت مؤشراتها خصوصا بعد اعلان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وقوفه الى جانب الحزب الشيعي. ويلف الغموض النتائج المحتملة للمعركة المتقاربة والتي قد تحسم بفارق صوت او صوتين فقط نتيجة الانقسام الحاد داخل مجلس النواب. وقوى 14 آذار (الحريري وحلفاؤه) ممثلة حاليا في البرلمان بستين من اصل 128 نائبا وقد اعلنت تأييدها للحريري. في المقابل يمثل 57 نائبا قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه) التي تحتاج الى ثمانية اصوات اضافية من اجل ترجيح كفة مرشحها.
وتتالف كتلة جنبلاط من 11 نائبا، خمسة دروز وخمسة مسيحيين وسني واحد.
وزاد من الغموض ان كتلة نواب مدينة طرابلس الشمالية الاربعة المحسوبين ضمن قائمة النواب الستين الذين من المفترض ان يصوتوا لصالح الحريري، بدوا منقسمين خلال اجتماع لهم اليوم حيال مسالة تاييد مرشح على حساب آخر.
وقال متحدث باسم النائب الحالي ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لفرانس برس "هناك توجه لعدم تسمية احد، وهو توجه يؤيده نائبان من بين النواب الاربعة".
وفي حال تقرر ذلك، سيخسر الحريري اصواتا لم تكن في الحسبان، علما ان النائب عن مدينة زحلة (شرق) نقولا فتوش، المحسوب ايضا ضمن قائمة النواب الستين المؤيدين للحريري، المح الى انه قد يغير وجه تصويته.
وبموجب الاستشارات التي يقودها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، تدلي كل كتلة نيابية باسم مرشحها الى رئاسة الحكومة، على ان يكلف الرئيس اجمالا الشخصية السنية التي تحظى باكبر نسبة من التأييد، بتشكيل الحكومة.
ولم يعلن بعد رسميا اسم مرشح قوى 8 آذار الذي يرجح ان يكون رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي، المتحدر من طرابلس.
وكان سليمان اجل الاستشارات النيابية التي كانت مقررة في بداية الاسبوع الحالي افساحا للمجال امام جهود قطرية تركية عملت على التوصل الى تسوية، انما من دون نتيجة.
وقال النائب نهاد المشنوق المنتمي الى كتلة الحريري في مقابلة تلفزيونية اليوم "ان هناك اكثر من مسعى (...) لتأجيل الاستشارات النيابية مرة جديدة، وهي مساع جدية بهدف كسب المزيد من الوقت عوضا عن الوصول الى طريق مسدود".
وتحدث عضو الكتلة نفسها النائب خالد زهرمان عن "احتمال لان يتم التأجيل (...) لاعطاء فرصة لايجاد حل"، بحسب ما ذكر بيان صادر عن تيار "المستقبل" الذي يتزعمه الحريري.
وتفاقمت الازمة بين فريقي الحريري وحزب الله على خلفية المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري التي يطالب حزب الله بوقف التعاون معها، ويتهمها بالتسييس متوقعا ان توجه اليه الاتهام في الجريمة.
وتسببت الازمة بسقوط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، الاسبوع الماضي نتيجة استقالة احد عشر وزيرا بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه.
وتسيطر اجواء القلق والتشنج وتسري موجة شائعات في البلاد في ظل تفاقم الازمة.
وفيما يتخذ الجيش اللبناني "تدابير امنية استثنائية"، حذر قائد الجيش العماد جان قهوجي "كل من يحاول اثارة الفتنة او استغلال الظروف لتصعيد الموقف".
وشدد بحسب ما نقل عنه بيان صادر عن مديرية التوجيه السبت على "جهوزية الجيش الدائمة للتدخل حيث تدعو الحاجة، والعزم على فرض الامن والاستقرار بمعزل عن التطورات السياسية التي تمر بها البلاد". ومساء السبت، انفجرت قنبلة يدوية في طرابلس من دون ان تسفر عن اصابات او اضرار، هي الثانية في خلال يومين. وتثير التطورات المتسارعة في لبنان ردود فعل عربية ودولية. وقد اعتبر نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم الاحد ان التشكيل المحتمل لحكومة لبنانية يقودها حزب الله سيكون "تطورا خطيرا جدا جدا". وقال للاذاعة الاسرائيلية العامة "سيكون لدينا في الواقع حكومة ايرانية على الحدود الشمالية لاسرائيل"، في اشارة الى دعم ايران للحزب الشيعي. وكان وزير الخارجية الاردني ناصر جودة دعا في ختام لقاء مع وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري في عمان السبت الى "المحافظة على لبنان وامنه ووئامه الوطني ووحدته وسلامة اراضيه".