أعلن الجيش اللبناني عن إعادة فتح بعض الطرق التي كان أنصار رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أغلقوها في مناطق لبنانية عدة احتجاجا على الاتجاه لعدم تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة، وحذر من العبث بالأمن والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة. وقال الجيش في بيان مساء الاثنين إن عددا من المواطنين في مناطق مختلفة أقدموا على قطع بعض الطرق بالإطارات المشتعلة والأتربة احتجاجا على سير الاستحقاق الحكومي. وأضاف "عملت وحدات الجيش على إعادة الوضع إلى ما كان عليه في عدة أماكن وهي تواصل إجراء اللازم في الأماكن الأخرى". وحذرت قيادة الجيش "أيا من كان العبث بأمن المواطنين، والاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة والإخلال بالقواعد السلمية للاحتجاج والتظاهر". وكانت بعض المناطق اللبنانية التي تقطنها أغلبية سنية شهدت مساء الاثنين تجمعات شعبية وتظاهرات سيارة وقطع طرق، وذلك احتجاجا على الاتجاه النيابي لتكليف رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة المقبلة وتأييدا للحريري. و تم قطع بعض الطرق في بيروت لفترة احتجاجا على الاتجاه لعدم تكليف الحريري. وجرت تجمعات أمام ضريح رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في وسط بيروت. وتحدثت مصادر أمنية عن تجمعات في مدينة طرابلس الساحلية الشمالية مسقط رأس ميقاتي تأييدا للحريري. كما أن تجمعات مماثلة شوهدت في منطقتي المنية- الضنية وعكار بشمال لبنان، من دون الحديث عن وقوع إشكالات أمنية. وأطلق المشاركون في التجمعات هتافات منددة بميقاتي. وتم قطع بعض الطرق الدولية لفترة من الوقت في شمال لبنان كما قطعت الطريق الدولية جنوببيروت لبعض الوقت أيضا.
وانطلقت تظاهرات سيارة في منطقة إقليم الخروب الجبلية وفي مدينة صيدا الساحلية الجنوبيةمسقط رأس الحريري. وعزز الجيش وجوده في مناطق لبنانية للمحافظة على الأمن.
وتأتي الاحتجاجات في وقت بدأ فيه الرئيس اللبناني ميشال سليمان مشاورات مع الكتل النيابية تستمر يومين لتسمية رئيس الحكومة المقبل.
وتقول مصادر نيابية إن الاتجاه النيابي يميل لمصلحة تسمية ميقاتي لرئاسة الحكومة بفارق أصوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة. ويبلغ عدد أعضاء مجلس النواب 128 نائبا.
وانقسم النواب بين مؤيد لعودة الحريري إلى سدة الرئاسة الثالثة التي حسب العرف يجب أن تكون للطائفة السنية، وبين داعم لمرشح المعارضة ميقاتي.
وأعلن الحريري أن كتلته النيابية وهي الأكبر لن تشارك في حكومة يترأسها مرشح المعارضة.
وكانت حكومة الحريري انهارت اثر استقالة وزراء المعارضة منها بسبب خلاف حول المحكمة الدولية التي تنظر باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في انفجار استهدف موكبه في بيروت في فبراير/ شباط 2005.