حسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجدل بشأن الوجهة التي سيذهب إليها قيادات جماعة الإخوان المسلمين الذين طردتهم قطر، عندما أعلن أن تركيا ترحب بهم "إذا رغبوا في المجيء لتركيا".ولم يعرف ما إذا كان الإعلان التركي هو ثمرة ترتيبات اتفق عليها الرئيس اردوغان خلال زيارته يوم الاثنين للدوحة والتي اجتمع خلالها بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حسبما ذكر موقع إرم الإماراتي. ورأت مصادر خليجية أن انتقال قيادات الإخوان لتركيا هو تعقيد للمشكلة لا حلا لها، وقالت إن دول الخليج التي انتقدت استضافة قطر لهذه القيادات فعلت ذلك لأنها كانت منزعجة من الدور التخريبي الذي كانت تقوم به والذي يضر بالأمن الخليجي والمصري. وأوضحت أن وجود القيادات بتركيا قد يعطيها مرونة أكبر خاصة أن تركيا تقدم دعما سافرا للجماعة. ولم تستبعد المصادر الخليجية أن يكون هناك نوع من التقاسم في عبء استضافة القيادات الإخوانية حيث ترى هذه المصادر أن قطر قد تقدم إما مباشرة وعلنا أو بطريقة سرية تمويلا لوجود ونشاط الجماعة من قاعدتها الجديدة في تركيا، على أن توفر السلطات التركية المتطلبات الأمنية واللوجستية التي تسمح لهم بممارسة نشاطهم. وكانت وسائل الإعلام التركية قد نسبت إلى الرئيس رجب طيب أردوغان قوله في ساعة متأخرة أمس الاثنين إن تركيا سترحب بالقيادات البارزة من جماعة الإخوان المسلمين المصرية المحظورة بعدما طلبت منهم قطر مغادرة أراضيها تحت ضغوط من دول الخليج العربية الأخرى. ونقلت محطات تليفزيونية تركية عن أردوغان قوله للصحفيين على متن طائرة عادت به من زيارة رسمية إلى قطر يوم الاثنين، إن الشخصيات الإخوانية البارزة ستكون موضع ترحيب في تركيا إذا رغبت في المجيء. وقطروتركيا هما الدولتان الوحيدتان في المنطقة اللتان تدعمان الإخوان بعدما تم العام الماضي عزل الرئيس محمد مرسي عقب احتجاجات حاشدة على حكمه. وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت جماعة الإخوان حركة إرهابية. ولا يعرف إلى الآن ما إذا كانت جماعة الإخوان ستحصر وجودها في تركيا. وتقول مصادر قريبة من الجماعة إنها بالرغم من ترحيبها بالاستضافة التركية إلا أن لديها خيارات أخرى، وأنها تفضل في كل الأحوال أن توزع نشاطها في أكثر من عاصمة حول العالم. وأضافت: "ما دامت هناك فرصة للتواجد في ساحات أخرى غير تركيا فإننا لن نتردد في التوجه لتلك الساحات. وترى المصادر الإخوانية أن بعض قيادات الجماعة تحمل جنسيات أوروبية وخاصة البريطانية، كما أن بعضها لديه إقامات شرعية هناك وبالتالي فإن القيادات تتحرك ضمن فضاء عمل واسع في الساحة الأوروبية. واستبعدت المصادر أن يكون لقيادات الإخوان تواجد في الدول العربية، وقالت إن الأوضاع في الدول العربية حتى تلك التي لها توجهات إسلامية؛ غير مستقرة ولا يمكن الركون إليها وإذا كان هناك أي شكل من أشكال التواجد فسيكون تواجدا مؤقتا ومن خلال زيارات قصيرة والأخرى تكتيكية.