افادت مصادر اخبارية السبت بان الكتائب الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي بعثت تعزيزات جديدة تجاه مدينة الزاوية غرب طرابلس بعدما تمكن الثوار من استعادة السيطرة على المدينة اثر معارك ضارية اوقعت قتلى وجرحى. ونقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر طبية في الزاوية اعلانها مقتل 13 شخصا وإصابة 70 آخرين في الصدر والرقبة جراء هجوم كتائب القذافي. وذكرت وكالة "رويترز" للانباء ان قوات القذافي تطوق بلدة الزاوية بغرب ليبيا وتقترب من وسط البلدة بعد أن صدتها المعارضة المسلحة في وقت سابق اليوم. وتابعت "قوات القذافي تطوق الزاوية وهناك العديد من نقاط التفتيش، حيث تشدد القوات قبضتها على الوسط" ، مضيفة أن قوات الحكومة تحرس نقاط التفتيش على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من وسط البلدة. وقال شاهد عيان ان كتائب القذافي انسحبت من الزاوية بعدما تمكن الثوار من السيطرة عليها اثر معارك ضارية بالاسلحة الثقيلة ، مشيرا الى مقتل 8 على الاقل من الكتائب الامنية واسر ثلاثة اخرين. واشار الى ان "الثوار" تمكنوا من السيطرة على المدينة وتدمير بضع دبابات واسر عدد من الكتائب المهاجمة الذين عمدوا قتل الجرحي الا ان سكان الزاية طاردوهم". فيما قال احمد علي صحفي من الزاوية " ان كتائب القذافي هاجمت المستشفيات واخذت عددا من الجثث". وخاضت كتائب القذافي صباح اليوم معارك بالاسلحة الثقيلة ضد "الثوار" في أكثر من جبهة لاعادة السيطرة على المدن الليبية .
مجلس انتقالي
في غضون ذلك ، تصدت المعارضة للقوات الموالية للقذافي التي حاولت السيطرة على ميناء رأس لانوف لتصدير النفط الذي اضحى خط المواجهة غربي البلدة . وقال طبيب طلب عدم نشر اسمه من مستشفى الشهداء في بنغازي الذي نقل معظم ضحايا انفجار مستودع الذخيرة اليه ان عدد القتلى يبلغ 19 حتى الان. فيما اكد اطباء مقتل 26 شخصا في اشتباكات الجمعة حول راس لانوف بشرق ليبيا، مضيفين "ان اجمالي عدد القتلى قد يرتفع مع اكتشاف المزيد من الجثث ونقلها". وفي اجدابيا، قال رمضان سالم وهو طبيب في مستشفى في بلدة اجدابيا الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة ايضا "ان جثامين ثمانية قتلى وصلت من راس لانوف من بينها جثتان لمؤيدي القذافي والباقي لمعارضين"، موضحا "ان 25 شخصا اصيبوا". ويأتي ذلك التطور في الوقت الذي سيعقد فيه المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة الليبية لاسقاط العقيد معمر القذافي والاعداد لانتقال سياسي، أول اجتماع رسمي له السبت في مكان لم يكشف. وقال الناطق باسم المجلس الوطني مصطفى غرياني إن "الاجتماع الرسمي الاول للمجلس الوطني سيعقد صباح اليوم"، بدون أن يحدد موعده بدقة أو مكانه. واضاف "انها مسألة أمنية"، مشيرا إلى أن الزعيم الليبي "يواصل قتل الناس". وكان قادة الحركة الاحتجاجية في ليبيا شكلوا "مجلسا وطنيا" انتقاليا في المدن الواقعة شرق البلاد التي تسيطر عليها القوى المعارضة للنظام الليبي. وعين مصطفى عبد الجليل وزير العدل السابق الذي كان من الشخصيات الاولى التي انضمت إلى المعارضة في الأيام الاولى من الثورة، رئيسا لهذا المجلس الذي يضم ثلاثين عضوا.
بريطانيا تتأهب
واعلنت الحكومة البريطانية السبت ان مفرزة من الجنود البريطانيين تأهبت للذهاب الى ليبيا لاغراض انسانية وللاجلاء اذا اقتضى الامر. وذكرت وزارة الدفاع أنه جرى تجهيز كتيبة بلاك ووتش وهي الكتيبة الثالثة في الفوج الملكي الاسكتلندي في الايام العشرة الماضية لتنتشر في غضون 24 ساعة. وقالت متحدثة باسم الوزارة "ان 200 جندي سيقدمون مساعدات انسانية ولن ينخرطوا في أي قتال أو يتدخلوا عسكريا على أي نحو". وأضافت "لا توجد اشارة الى أنهم سيشاركون في أي مهمة قتالية أو هجوم بري... لا علاقة لهذا بأي تدهور متصور للاوضاع على الارض في ليبيا أو بأي تصعيد للازمة من جانبنا". وتابعت أن الاستعداد خلال 24 ساعة هي فترة اشعار عادية بالنسبة للمفرزة.