تراجع الثوار إلى خارج بلدة البريقة بشرق ليبيا، مؤكدين أن القتال لا يزال مستمرا مع كتائب العقيد معمر القذافي للسيطرة على البلدة، في حين أعلن الناتو رسميا صباح اليوم تسلمه القيادة الحصرية للعمليات الجوية الدولية في ليبيا. وقالت وكالة رويترز إن الثوار احتشدوا صباح اليوم خارج البريقة، وإن القتال لا يزال دائرا مع قوات القذافي للسيطرة على البلدة. ويأتي تراجع الثوار بعد ساعات من تمكنهم من إبعاد الكتائب عن المدخل الغربي للمدينة. كر وفر وفي إطار حالة الكر والفر التي تسيطر على المعارك الدائرة بين الطرفين، انسحب الثوار أمس من مدينة راس لانوف النفطية الإستراتيجية في شرق ليبيا. وقالت وكالة رويترز إن أزيز طائرات سمع في أجواء مدينة رأس لانوف كما سمع دوي انفجارات في المنطقة نفسها. ووفقا لمصادر متطابقة فإن كتائب القذافي سيطرت على المدينة بعد قصف مواقع الثوار بأسلحة ثقيلة. وقد وصفت المتحدثة باسم المجلس الوطني الليبي إيمان بوقيقس تراجع الثوار بأنه انسحاب تكتيكي، لإبعاد قوات المعارضة عن قبضة مليشيات العقيد القذافي وجنوده المرتزقة. ورغم تأكيد شهود عيان نزوح عائلات كثيرة من بلدة أجدابيا في شرق ليبيا نحو بنغازي, تحت وطأة هجمات كتائب القذافي، فإن وكالة رويترز أكدت أن المدينة لا تزال تحت سيطرة الثوار. أسلحة إسرائيلية أما في مصراتة شرق طرابلس, فقد عرض الثوار الليبيون كمية من الأسلحة قالوا إنهم غنموها من كتائب القذافي في معارك دارت رحاها في المدينة. وأكد أحد قادة الثوار أن الكتائب استخدمت قذائف انشطارية قال إنها محرمة دوليا، كما أكد أن بعض هذه القذائف من منشأ إسرائيلي ويحمل النجمة السداسية. وفي مصراتة نفسها أعلن الثوار أن قوات القذافي قتلت نحو 20 مدنيا الثلاثاء، وأن القوات الحكومية ما زالت تقصف المدينة وتشتبك مع المقاتلين. الناتو على صعيد آخر أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه تسلم صباح اليوم القيادة الحصرية للعمليات الجوية الدولية في ليبيا. وقال الناتو إنه تسلم القيادة عند الساعة السادسة صباحا بتوقيت غرينيتش، وإنه وضع الموارد الضرورية لتنفيذ عملية حظر السلاح على ليبيا ومنطقة الحظر الجوي، واتخاذ الإجراءات لحماية المدنيين والمراكز المدنية. وبموجب تفويض قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، سيركز الناتو على حماية المدنيين والمناطق المأهولة بالمدنيين ضد تهديد الهجمات. وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى في 17 آذار/مارس 2011 القرار 1973 الذي ينص على استخدام القوة في ليبيا لحماية المدنيين من الاعتداءات مع التشديد على رفض أي شكل من أشكال الاحتلال لأي جزء من الأراضي الليبية. وكانت قوات التحالف الدولي قد بدأت الحملة العسكرية على ليبيا في 19 آذار/مارس الجاري.