قال مسؤولان كبيران في المخابرات الأمريكية إن المعارضة المسلحة للزعيم الليبي معمر القذافي فقدت قوة الدفع وانها من غير المرجح أن تنجح في الاطاحة به. وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي ابتعدت فيه واشنطن أكثر عن فكرة القيام بأي تحرك عسكري. وأعلن البيت الابيض أن الولاياتالمتحدة سترسل فرقا مدنية للاغاثة من الكوارث إلى شرق ليبيا الذي يسيطر عليه المناهضون للقذافي للمشاركة في الجهود الانسانية لكنه أكد على أن هذه الفرق لن يرافقها أفراد من الجيش أو الأمن. وفي الوقت الذي تدرس فيه واشنطن وحلف شمال الأطلسي والامم المتحدة أفضل الطرق للتعامل مع الموقف في ليبيا قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الخميس انها تعتزم لقاء ممثلين عن جماعات المعارضة الليبية لكنها حذرت من مغبة تحرك أمريكي أحادي الجانب في الأزمة قائلة انه قد تكون له عواقب غير مقصودة. والتقت كلينتون بسفير طرابلس السابق لدى واشنطن الذي انضم لعدد متزايد من الدبلوماسيين الليبيين الذين انشقوا على القذافي وقالت انها ستلتقي بمزيد من شخصيات المعارضة خلال رحلة لفرنسا ومصر وتونس الاسبوع القادم. وقالت كلينتون للصحفيين بعد اجتماع مع وزير خارجية تشيلي "اننا على اتصال مباشر مع أعضاء من المعارضة هنا في الولاياتالمتحدة وفي ليبيا وفي بلدان أخرى ونعمل معهم لتحديد ماهية المساعدة التي يمكنهم فعلا استخدامها". ويضغط منتقدو موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الاضطرابات في ليبيا من أجل تدخل أقوى بما في ذلك تقديم مساعدة عسكرية مباشرة للمعارضة المسلحة التي تعوزها الأسلحة والتي تضم في صفوفها جنودا منشقين ومدنيين متحمسين لكنهم غير مدربين على استخدام السلاح. ومن المقرر أن يعقد أوباما مؤتمرا صحفيا الجمعة الساعة 11.15 صباحا بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة (16:15 بتوقيت غرينتش). وقال البيت الابيض انه سيتحدث عن قضايا منها ارتفاع أسعار الطاقة. ومن شبه المؤكد أن تنهال عليه أسئلة بشأن الاضطرابات في ليبيا.
وقال جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية الخميس إن القذافي "يتشبث بموقعه" وإن قواته المسلحة بشكل أفضل ستنتصر في معركة طويلة الأمد مع المعارضة المسلحة.
واضاف كلابر أمام لجنة بمجلس الشيوخ "نعتقد أن القذفي سيقوم بذلك على الأمد الطويل... يبدو انه يتشبث بموقعه إلى نهاية المطاف".
وقال إن الترسانة الكبيرة من الاسلحة الروسية لدى ليبيا بما في ذلك 31 موقعا لصواريخ ارض-جو وأنظمة الرادار تعني أن القوات الموالية للقذافي مسلحة بشكل أفضل ولديها المزيد من الموارد اللوجستية و"على أمد اطول سينتصر النظام".
وتابع "بنية الدفاع الجوي الليبي على الارض والرادارات والصواريخ أرض- جو كبيرة للغاية. في الواقع هي أكبر ثاني قوة في الشرق الاوسط بعد مصر".
وقال كلابر إن بعضا من الأسلحة الروسية لدى ليبيا وقعت في أيدى المعارضة المسلحة لكنه أضاف أن هناك بواعث قلق من احتمال سقوط اسلحة معينة في أيدي إرهابيين.
واضاف كلابر أمام اللجنة "لديهم عدد كبير من الصواريخ ارض - جو المحمولة على الكتف وبالطبع هناك قلق كبير بشأن إمكانية سقوطها" في ايدي ارهابيين.
وانتقد توم دونيلون مستشار الأمن القومي للرئيس الامريكي تحليل كلابر قائلا انه "جامد أحادي الابعاد". وصرح بأنه يضع تركيزا كبيرا على قوة القذافي ولا يضع في الاعتبار العوامل الاخرى ومنها الجهود الدولية لعزل القذافي.
وقال كلابر انه في غياب نصر واضح لأي من الجانبين قد تنقسم ليبيا المنتجة للنفط الى دولتين او اكثر مع احتفاظ القذافي بسيطرته على العاصمة طرابلس والمناطق المحيطة وسيطرة المعارضة على بنغازي في الشرق.
وخلال نفس جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ قال اللفتنانت جنرال رونالد برجس رئيس المخابرات العسكرية الأمريكية أن القذافي "يبدو أن لديه القوة للبقاء في السلطة الا إذا حدثت تغييرات ديناميكية في ذلك الوقت".
وبينما كان كلابر وبرجس يدليان برأيهما أحجم وزراء دفاع دول حلف شمال الاطلسي الذين اجتمعوا الخميس في بروكسل عن التدخل العسكري المباشر في ليبيا وان وافقوا على تحريك سفن حربية إلى مناطق أقرب من ليبيا مع مواصلة التخطيط لكل الخيارات.