وجهت سورية اليوم أصابع الاتهام لقوى خارجية تقوم بصرف عشرات الملايين من الدولارات بهدف زعزعة امن واستقرار البلاد، وذلك على خلفية التظاهرات غير المسبوقة التي تشهدها مدينة درعا جنوب سوريا منذ الجمعة الماضية وتسببت في مقتل وإصابة العشرات. وأكد ناشطون حقوقيون وشهود عيان أن مائة شخص على الأقل قتلوا في مدينة درعا أمس الأربعاء على أيدي قوى الأمن السورية، نقلا عن تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال الناشط الحقوقي المعارض أيمن الأسود "هناك حتما أكثر من مائة قتيل"، مضيفا "درعا بحاجة إلى أسبوع لدفن شهدائها". فيما اشار المرصد السوري لحقوق الانسان على موقعه الالكتروني الى ارتفاع عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية الى 21 قتيلا اثر تجدد اعمال العنف في مدينة درعا الواقعة جنوب البلاد ، عقب اقتحام الشرطة للجامع العمرى وسط المدينة. وذكرت المرصد السوري ان نحو 21 قتيلا لقوا مصرعهم خلال احداث درعا منذ 18 مارس/آذار ، في حين حاول الرئيس السوري بشار الاسد احتواء الازمة عبر اعفاء محافظ درعا فيصل كلثوم من مهامه الاربعاء. ونقلت وكالة "رويترز" للانباء عن مصادر طبية ان مستشفى درعا يوجد فيه 26 جثة نتيجة الاحداث التي شهدتها المدينة. واكد ناشطون حقوقيون ان عددا من القتلى لقي مصرعه اثر الهجوم العنيف الذي شنته القوات السورية على المعتصمين امام مسجد العمري في درعا، جنوب البلاد فجر الاربعاء فيما حملت السلطات السورية مسئولية هذه الاحداث الى "عصابة مسلحة"، واتهمت "جهات اجنبية" ببث الاكاذيب. وفي اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية ، قال شاهد عيان الخميس إن حصيلة القتلى نتيجة هجوم القوات السورية على المتظاهرين بلغ 22 قتيلا وأن هذا العدد مرشح للزيادة، لاسيما وأن عدد الجرحى فاق 250 شخصا أصيب معظمهم بالرصاص الحي في الرقبة والصدر. وأضاف إن القوات السورية "ارتكبت جرائم ضد الانسانية بقتلها أطفالا وفتيات وأطباء ومسعفين أرادوا علاج الجرحى"، مؤكدا وجود قناصة أعلى سطح هيئة البريد الذي يبعد حوالي 50 مترا عن المسجد العمري الذي يعتصم به المتظاهرون. وأوضح أن القوات السورية اقتحمت المسجد العمري وسيطرت عليه وبعد ذلك اقتحمت مسجد ابو بكر وسيطرت عليه أيضا، مؤكدا سقوط أكثر من خمسة قتلى في ساحة المسجد العمري.