تلقائيا وبدون مناقشة اذا دافعت أو تبنيت اليوم وجهة النظر التي تتحدث عن الحفاظ على الوحدة اليمنية والخوف من المجهول القادم فأنت تصادر حق الشعب أو نصفه في الحرية, واذا دافعت أو حتى أوصيت بضرورة استقرار سوريا والخوف عليها من ذات المجهول فأنت تصطدم بحق الشعب أو بعض منه في الديمقراطية. والحق أن الخوف على اليمن وسوريا حق مشروع لكل عربي ومسلم شاهد ويشاهد كل يوم ما جرى ويجري في العراق على سبيل المثال وليس الحصر. كل ذلك صحيح, لكن الصحيح أيضا أن ثمة مشاكل داخلية في كل من اليمن وسوريا تستدعي المعالجة وان كان الأمر في الحالة الأولى أوشك على الخروج من السيطرة. وقد يقول قائل ان ما حدث في كل من تونس ومصر قريب من ذلك, وهذا صحيح من ناحية الفساد والحريات, لكن المشكلة في القطرين العربيين الآخرين لها أبعاد أخرى ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار ليس على صعيد المراقبين وانما على أصعدة عربية أخرى سواء من خلال الجامعة أو عبر العلاقات الثنائية الخاصة. الشئ الوحيد الذي يمكنك الخوض فيه بلا تخوف أو حساسية هو الوضع الليبي, حيث دخلت قوات التحالف بل قصفت وأخطأت وأصابت وانتشرت وتكاثرت دون أن تخرج مظاهرة عربية واحدة للاستنكار والشجب والتنديد, بفعل أفاعيل العقيد.