دعت منظمة العفو الدولية الخميس السلطات اللبنانية إلى كشف مصير آلاف الأشخاص الذين فقدوا خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد من 1975 الى 1990. وجاءت هذه الدعوة في الذكرى السادسة والثلاثين لاندلاع الحرب الأهلية في لبنان. وجاء في بيان لمدير منظمة العفو في الشرق الأوسط وشمال افريقيا مالكوم سمارت "حان الوقت كي تقوم السلطات اللبنانية بخطوة الى الامام لاقفال هذا الملف المؤلم جدا". واضاف "من الملح الان تشكيل لجنة تحقيق تضم بين اعضائها ممثلين لعائلات المفقودين". كما حضت المنظمة التي تدافع عن حقوق الانسان ومقرها لندن، السلطات اللبنانية على اجراء فحوصات الحمض النووي الريبي لعائلات المفقودين لمقارنة النتيجة مع الحمض النووي الريبي الذي اخذ من بقايا بعض الضحايا الذين سقطوا في النزاع. وبدأت الحرب الأهلية التي أوقعت أكثر من 150 الف قتيل والاف المفقودين، بين فصائل فلسطينية مدعومة من حركات يسارية وأحزاب مسيحية قبل أن تتحول نزاعا ذا طابع طائفي تدخلت فيه سوريا وإسرائيل. واندلعت الحرب في 13 نيسان/ ابريل 1975 عندما تعرضت حافلة تنقل فلسطينيين لاطلاق نار في احدى ضواحي بيروت اعتبر في حينه ردا على مقتل عناصر من حزب الكتائب المسيحي. ولا تزال بعض عائلات المفقودين تعتبر انهم معتقلون منذ الحرب في سوريا التي انتشرت عسكريا في لبنان منذ العام 1976 ثم مارست وصاية سياسية عليه حتى العام 2005. ويشكل هؤلاء المفقودون الذين تقدر منظمات لبنانية غير حكومية عددهم ب650، ملفا شائكا بين البلدين. وتنفي دمشق وجود مثل هؤلاء الأشخاص على أراضيها ولكنها أفرجت في الماضي عن سجناء وردت أسماؤهم على لوائح المفقودين. وقالت أمينة عبد العاشوري (78 عاما) التي فقدت ابنها في العام 1986 "اريد أن أرى ابني. نريد كلنا عودة ابنائنا حتى في نعوش".