"التفكير في مصلحة البلد". هي الدعوة، وهي الواجب. وكيف يكون التفكير؟ على أي أساس؟ ولماذا؟ على أساس من الرؤى الواضحة والمشتركة ينطلق التفكير. والرؤية ينبغي لها أن تتسم بالروية والتأني حتى يمكن التقرير عقب التفكير. لأن مصلحة البلد تتطلب ذلك. ولماذا التفكير في مصلحة البلد؟! لأن ليس هناك مأوى آخر لأهل هذا البلد غير هذا البلد. ولئن شغل فرد بنفسه وأفراد بأنفسهم، فعلى الجماعات والقيادات كافة أن تنشغل بالشأن العام وبكل نفس في هذا البلد. ولماذا نفكر في مصلحة البلد؟! لأن اليمن الجديد والمستقبل الأفضل، يتطلب لترجمته واقعياً تفكيراً عميقاً وعملاً منظماً يجدّد اليمن ويجعل المستقبل مفضلاً على الحاضر والماضي. مصلحة البلد تفرض علينا امتلاك الرؤية تيسيراً لامتلاك المستقبل. مصلحة البلد توجب علينا الترفع والسمو على الصغائر. مصلحة البلد تلزمنا طي صفحات الماضي وتصفية الثارات السياسية والاجتماعية والنفسية. مصلحة البلد تعيننا -متى وضعت نصب أعيننا - على اجتياز كل صعب في مسيرة البناء والتنمية. مصلحة البلد، تدعونا إلى الدفاع عن نظامه ووحدته، وتجنب كل ما من شأنه هدم كيانه، بالحكمة والعقل، لا بالسلاح والحروب. مصلحة البلد هي مصلحة أبنائه العاطلين والعاملين، المتقاعدين والمتعاقدين، الحاكمين والمحكومين معاً، لا واحد دون الآخر. مصلحة البلد هي مصلحة خمسة وعشرين مليون مواطن ومواطنة، لا فئة أو حزب أو قبيلة أو أسرة أو جماعة أو أفراد. فلا أحد في هذا البلد يعيش في وحدة وفي جوه وحده. فالوحدة تعني شراكة الجميع حول هدف واحد، ومصلحة واحدة لا العزلة والانفراد. والدعوة إلى التفكير في مصلحة البلد نبيلة ومثالية. والاستجابة الأمثل والأنبل لها تتمثل في إدراك واعٍ لما هي مصلحة البلد، مصلحة المواطن. المواطن عماد البلد، أجديداً كان أم قديماً! فهل من مجيب مستجيب؟!