أكد الرئيس الإريتري أسياس أفورقي على ضرورة التعاون والتكامل الاقتصادي بين دول حوض النيل بما "يخلق جنة في المنطقة". وفي حوار مع صحيفة "الأهرام المصرية نشرته الاثنين رأى أفورقي أن هناك خيارين اثنين لا ثالث لهما فيما يتعلق بالعلاقة بين دول حوض النيل. وقال: "هناك خياران: الخيار الأول يتمثل في التعاون والتكامل الاقتصادي والاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة، حيث إن المياه لا تكفي فقط لليوم وإنما تكفي مستقبل أجيال وكان بالإمكان أن تخلق جنة في المنطقة وليس نزاعا. أما الخيار الثاني فهو الدخول في مهاترات سياسية لاستهلاك هذه المادة محليا و إقليميا لأغراض ما و إفساح المجال للتدخلات الخارجية وهو خيار سلبي وغير بناء وهو ما لمسناه حتى الآن فالدخول في صراعات ليس لها معني لن يفيد". كما رأى أفورقي أن "الدبلوماسية الشعبية يجب أن تكون داعمة للحكومات ولا يمكن أن تكون بديلا لها في ظل فقدان دور المؤسسات الحكومية، فهي في النهاية اجتهادات شعبية. ويجب أن تكون الحكومات هي المعبرة والفاعلة في قضايا الشعوب ثم بعد ذلك تدعم بمبادرات شعبية". وتعليقا على الثورات التي يشهدها العالم العربي، قال الرئيس الإريتري: "لا أسميها ثورات وإنما هي انفجارات لأسباب معينة ولكن لا نستطيع التعميم، فمصر غير تونس والبحرين وليبيا وغيرها من الدول العربية فكل بلد له واقعه. فما حدث في مصر كان نتيجة تراكمات أكثر من 40 عاما. فمصر مستهدفة دوليا كما أن الحكم الفاسد كان واقعا، ولكن لا يمكن إغفال الدور الاقليمي والدولي الذي أسهم في وجود هذا الواقع والمشكلة ان شركاء الدمار يريدون ان يكونوا شركاء الثورة". وحول ما ينتظر من مصر ما بعد الثورة، قال: "الشيء المقلق هو أن هذا الانفجار وقع دون أي تنظيم ودون هدف أو استراتيجية وبدون قيادة. ومن ثم فالتعامل بشكل عفوي مع الانفجارات ليس الحل. نحن نترقب لنرى هل ستنتظم العفوية وتحدد لنا ملامح المستقبل أم لا. وفي كل الأحوال لا يمكن التنبؤ بما سيحدث خلال شهور". وعن العلاقات مع جنوب السودان بعد انفصاله ، قال أفورقي :"مازلنا مقتنعين بأن ما حدث خطأ بشري لكننا تعاملنا مع الحركة الشعبية لأكثر من 20 عاما وتعاطفنا مع حق تقرير المصير لجنوب السودان وتمنينا أن ينتهي التهميش في الجنوب.. نأمل أن يستمر ما تبقي من السودان في الشمال آمنا موحدا. كما أن العلاقات الجيدة بين الجنوب والشمال تخدم مصلحة الجانبين والدول المحيطة ويجب أن نلعب دورا كما أن موقف مصر مهم حيث إن السودان جزء من الأمن القومي المصري".