انتقدت منظمات أهلية وجمعيات خيرية زعماء العالم يوم الجمعة لعدم الوفاء بوعود سابقة وقالت انها تخشى أن تحرم التعهدات المالية التي قطعتها مجموعة الثماني على نفسها لدعم الديمقراطيات العربية الجديدة دولا أخرى من المساعدات، قائلين "لا نريد للربيع العربي أن يعقبه شتاء افريقي". وكانت مجموعة الدول الصناعية الكبرى "G8"، التي تمثل أكثر الاقتصادات العالمية تقدماً، قد توصلت في ختام مؤتمرها الذي استمر لمدة يومين بمدينة دوفيل الفرنسية، إلى دعم دول "الربيع العربي" ب 20 مليار دولار وذلك لتعزيز الديمقراطيات العربية الوليدة.
لكن جماعات الضغط التي تراقب مثل تلك العهود تقول ان دول مجموعة الثماني تخلفت عن دفع نحو 20 مليار دولار من بين مبالغ كانت قد تعهدت بالفعل بتقديمها في قمم سابقة خلال السنوات الاخيرة.
وقالت الناشطة المصرية راجية عمران "يبدو من غير الواقعي أن تلتزم دول مجموعة الثماني بمثل هذه المبالغ الضخمة في حين لا يزال هناك عجز بنحو 20 مليار دولار في مبالغ تعهدت بتقديمها خلال قمم سابقة"، وقال اخرون ان الديمقراطية ربما تأتي على حساب البقاء.
ونقلنت وكالة الانباء الصينية "شينخوا" عن أدريان لافيت عضو جماعة (انقذوا الاطفال) "لا نريد للربيع العربي أن يعقبه شتاء افريقي".
وكان نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي قد أعلن في مؤتمر صحفي عقده بختام القمة أن هذا الدعم البالغ 20 مليار دولار يخص مجموعة "G8" ويبلغ نصيب فرنسا منه مليار يورو فيما هناك أموال أخرى تقدم من البنوك الدولية ودول الخليج حيث سيصل المبلغ إلى 40 مليار دولار.
وأشار البيان الختامي للقمة إلى تقديم 20 مليار دولار للدول التي تشهد تغيرات ديمقراطية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، مشيراً إلى أن هناك أموالا أخرى تقدر ب20 مليار دولار من العديد من الاطراف منها بنوك التنمية الدولية ودول المنطقة وأيضاً 3.5 مليار يورو يقدمها بنك الاستثمار الأوروبي إلى مصر وتونس للفترة من 2011 إلى 2013 لدعم الاصلاح فيهما.
وكانت جلسة العمل الرابعة في المؤتمر مخصصة للربيع العربي حيث تم مناقشة الاوضاع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بمشاركة رئيسي وزراء مصر عصام شرف وتونس الباجي قائد السبسي والسكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك وممثل صندوق النقد الدولي المدير العام بالانابة دون ليبسكي والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
ووفقا لمشروع مسودة البيان الختامي للقمة فان قادة "G8" سيطلقون شراكة دائمة مع مصر وتونس وسيدعون الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني إلى استئناف فوري لمحادثات السلام كما سيطالبون النظام الليبي بانهاء العنف وايجاد حل سياسي في البلاد فضلاً عن دعوة سوريا إلى وقف استخدام القوة وتطبيق اصلاحات سياسية واقتصادية. وعلى الجانب الأخر، تشارك وفود من الدول الافريقية والمنظمات الدولية مع قادة "G8" في حوار موسع حول الشراكة الافريقية حيث سيتم بحث السلام والامن في افريقيا والتنمية فيها.