تظاهر ربع مليون إسرائيلي مساء السبت مطالبين بخفض تكاليف المعيشة في تصعيد للاحتجاجات التي فرضت الاقتصاد بقوة على جدول الاعمال السياسي ووضعت ضغوطا على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويعتزم نتنياهو تشكيل فريق وزاري الأحد للتعامل مع مطالب المتظاهرين الذين ارتفع عددهم في اقل من شهر من جماعة من الطلاب اعتصمت في خيام في الشوارع إلى حشد انتشر في انحاء البلاد للطبقة المتوسطة المثقلة بالاعباء. وتتوقع إسرائيل نسبة نمو تصل إلى 4.8 في المئة هذا العام في وقت يعاني فيه كثير من الدول الغربية من الركود الاقتصادي كما وصلت فيها البطالة إلى معدل منخفض نسبيا يبلغ 5.7 في المئة فقط. لكن التكتلات في قطاع الاعمال والفوارق الواسعة في الاجور حرمت كثيرا من السكان من الشعور بالفائدة. وكتب المتظاهرون على واحدة من اللافتات عبارة "الشعب يريد العدالة الاجتماعية". وتحاشت اغلب اللافتات الرسائل الحزبية المعارضة للحكومة وركزت على مواجهة مباديء نتنياهو المنحازة للسوق الحرة. وقالت الشرطة ان 250 الف شخص على الاقل شاركوا في مسيرات السبت في تل ابيب والقدس ومدن اخرى وهو عدد اكبر من المشاركين في المظاهرات في العطلتين الاسبوعيتين الماضيتين. وهذه الاعداد الكبيرة من المتظاهرين في إسرائيل التي يبلغ عدد سكانها 7.7 مليون نسمة كانت تخرج عادة بدوافع تتعلق بالحرب والسلام. وفي استطلاع "مؤشر السلام" الذي اجرته جامعتان إسرائيليتان قال نحو نصف المشاركين في الاستطلاع ان الفوارق في الاجور- وهي الاكبر بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية- يجب أن تكون لها الاولوية لدى الحكومة بينما قال 18 في المئة ان الاولوية يجب ان تكون لقلة المساكن معتدلة السعر. وقال 31 في المئة ان اولوية الحكومة يجب ان تكون لمحادثات السلام المتوقفة بين اسرائيل والفلسطينيين او لصورة اسرائيل في الخارج او للحاجة إلى دعم القوات المسلحة. واستحوذت المظاهرات على الاهتمام بالمقارنة مع المواجهة بين نتنياهو والفلسطينيين قبل محاولتهم الضغط للحصول على اعتراف الاممالمتحدة بالدولة الفلسطينية الشهر القادم. وبددت الاحتجاجات ايضا فرص نتنياهو للاحتفال باستقرار اسرائيل في حين تجتاح الثورات الشعبية الدول العربية المحيطة بها في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وقال باروخ اودين (33 عاما) وهو زعيم للمحتجين "لم يحدث شيء كهذا منذ عقود.. ان يتجمع كل هؤلاء الناس ويخرجوا للشوارع ويطالبوا بالتغيير. انها ثورة".