توفي الرئيس السوداني الأسبق جعفر محمد نميري( 79 عاما ) اليوم السبت في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد صراع طويل مع المرض. وقد ولد جعفر نميري في مدينة أم درمان عام 1930 وحصل على الماجستير في العلوم العسكرية من الولاياتالمتحدة ثم عمل ضابطا في الجيش السوداني قبل أن يستولي على السلطة في انقلاب عسكري في مايو/أيار 1969 . وقد أزيح عن الحكم في انتقاضة شعبية في أبريل 1985، وطلب حق اللجوء السياسي إلى مصر وبقي فيها حتى عام 2000 حيث عاد للسودان في عهد الحكومة الحالية بزعامة الرئيس عمر البشير. وعرف عهد نميري أطول هدنة بين التمرد وقتها في جنوب السودان والحكومة المركزية بالخرطوم دامت 11 عاما بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا عام 1972، إلا أن الحرب اشتعلت مرة أخرى بعد إعلان الرئيس الراحل تطبيق الشريعة الإسلامية عام 1983. وشهدت فترة حكمه تقلبات سياسية فقد تحالف مع الشيوعيين في بداية حكمه قبل أن يحاولوا الإطاحة به في يوليو/تموز 1971، ثم وقع نميري اتفاق المصالحة مع زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1977، وتحالف مع الإسلاميين في الثمانينات قبل أن ينقلب عليهم في نهاية فترة حكمه. وفيما يلي بيان النعي الذي أعلنه الرئيس السوداني عمر البشير في وفاة الرئيس الأسبق جعفر نميري: قال تعالى " وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلاً " صدق الله العظيم. يحتسب المشير عمر البشير رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة ومؤسسة الرئاسة عند الله تعالى المشير جعفر محمد نميرى الذى انتقل الى جوار ربه عصر اليوم السبت بعد حياة حافلة بدأها بالقوات المسلحة التى عمل فى صفوفها ضابطا مقداما وقائدا فذا حتى تسلم مقاليد الحكم فى 25 مايوم عام 1969م، وأرسى فى حقبته العامرة العديد من البنى التحتية للتنمية الشاملة بالبلاد التى كانت له هما وبرنامجا. ثم أعلن تطبيق الشريعة الاسلامية فأرسى بذلك قاعدة صلبة للعدل والاحسان ما تزال البلاد تجني ثمارها وكان الرئيس الفقيد أحد صمامات الوحدة الوطنية عندما أرسي اتفاقية أديس أبابا عام 1972م وأوقف الحرب فى جنوب البلاد وعمل فى حياته العامرة على ترسيخ الوحدة الوطنية والوحدة العربية والوحدة الافريقية وكانت له اسهامات مقدرة فى دعم القضية الفلسطينية وحقن دماء الاشقاء وبناء جيش وطنى قادر على النهوض بواجباته. ورئيس الجمهورية ومؤسسة الرئاسة إذ ينعون المشير نميرى للشعب السودانى انما ينعون فيه الوطنية الحقة والسبق فى جلائل الاعمال، " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون".