يدشن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء الجمعة بدء أكبر عملية توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين حيث تجاوزت كلفتها 40 مليار ريال (10.6 مليارات دولار). وتهدف الأشغال إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ليتمكن من استقبال حوالي مليوني مصلٍّ في وقت واحد. ويقوم نحو عشرة آلاف عامل بأشغال التوسعة على مساحة 400 ألف متر مربع بعمق 380 مترًا لمواجهة الزيادة المتسارعة في أعداد الحجاج والمعتمرين والمصلين في المسجد الحرام لاسيما في أوقات الذروة في شهر رمضان والأعياد وموسم الحج. وستؤدِّي التوسعة الجديدة إلى تفريغ المناطق المحيطة بالمسجد الحرام وتسهل عمل حركة المصلين، إلى جانب تحسين وتجميل البيئة العمرانية. ويضمّ المشروع إنشاء شبكة طرق حديثة مخصصة لمركبات النقل منفصلة تماما عن ممرات المشاة وأنفاق داخلية مخصصة للمشاة مزوّدة بسلالم كهربائية تتوفر فيها جميع معايير الأمن والسلامة. وستقام وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي تساعد على سهولة الحركة والانتقال من وإلى الساحات الشمالية والغربية بعيدًا عن الحركة المرورية، بما يوفّر مصليات جديدة واسعة. وتؤكّد السلطات السعودية أنّ "التوسعة الجديدة ستلبي كافة الاحتياجات والتجهيزات والخدمات التي يحتاجها الحاج أو المعتمر مثل نوافير الشرب والأنظمة الحديثة للتخلص من النفايات وأنظمة المراقبة الأمنية". وشهد المسجد الحرام عملية توسعة في منتصف الثمانينات لكن ارتفاع عدد المصلين تطلب توسعًا جديدًا. وسيدشن العاهل السعودي أيضًا البرج الملكي الذي يبلغ ارتفاعه 600 متر تعلوه ساعة مكةالمكرمة. وهذا البرج هو ثاني أطول بناء في العالم بعد برج خليفة في دبي الذي دشن في يناير ويبلغ ارتفاعه 828 مترًا، أما الساعة فتقع على ارتفاع 251 مترًا. أثناء الأذان يُضَاء أعلى قمة الساعة ب21 ألف مصباح باللونين الأبيض والأخضر ويمكن رؤيتها من مسافة تصل إلى ثلاثين كيلومترًا، وهي تشير بذلك إلى موعد الصلاة. وتقوم الألواح الشمسية بتوليد الطاقة الكهربائية لتشغيل محركات الساعة. كما ترتبط الساعة بالشبكة الكهربائية العامة لمكةالمكرمة لتزويدها بطاقة كهربائية إضافية. وقد زودت الساعة بنظام حماية متكامل ضد العوامل الطبيعية من أتربة ورياح وأمطار. ويتوقع أن تعتمد "ساعة مكةالمكرمة" التي تغطي واجهتها 98 مليون قطعة من الفسيفساء الملون، كتوقيت زمني رسمي ثابت عبر وسائل الإعلام والجهات ذات الصلة في السعودية. وسيكون مجمع ساعة مكة من الأكثر تطورًا في العالم على صعيد المعلوماتية، إذ يُقدِّر مختصون أن فيه حوالي مائة ألف كيلومتر من أسلاك الألياف البصرية. كما سيضمّ المجمع 76 مصعدًا بينها مصعد هو الأكبر حجمًا في العالم. وسيتمّ تخصيص مصعدين منها لنقل الزوار إلى شرفة محيطة أسفل الساعات الأربع يبلغ عرضها حوالي خمسة أمتار، وسيضم "برج ساعة مكة" متحفًا إسلاميًا ومرصدًا فلكيًا يستخدم لأغراض علمية ودينية.