- يحتفل اليمنيون هذا العام بعيد الفطر المبارك وسط مخاوف وقلق كبيرين من اندلاع حرب أهلية في البلاد بسبب ارتفاع وتيرة التوترات الأمنية والعسكرية بين مؤيدي ومعارضي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي دخلت الاحتجاجات المطالبة برحيله عن الحكم شهرها الثامن. ويشهد عدد من المدن والمناطق اليمنية توترا عسكريا كبيرا حيث تدور مواجهات عنيفة بين القوات العسكرية التابعة للرئيس صالح والمسلحين القبليين المؤيدين للثورة الشعبية في المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء ومحافظة (تعز) وسط اليمن. كما تدور في محافظة (أبين) جنوبي اليمن مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية المدعومة برجال القبائل وبين المسلحين المتشددين المؤيدين لتنظيم القاعدة الذين يسيطرون على معظم أجزاء المحافظة التي تعد المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة في اليمن. وبحسب كثير من المراقبين السياسيين للوضع اليمني لا يبدو أن هناك ملامح لانفراج سياسي ينهي معاناة اليمنيين بسبب لجوء الاطراف اليمنية للتصعيد العسكري والسياسي وتبادل الاتهامات. ويخشى الكثير من اليمنيين اندلاع مواجهات عنيفة في العاصمة صنعاء التي ينتشر فيها الاف المسلحين من أنصار ومعارضي الرئيس صالح والذين قاموا بوضع العشرات من نقاط التفتيش وقاموا بحفر الخنادق وبناء المتارس وهو ما ينذر بوقوع كارثة انسانية خطيرة في حال اندلاع أية مواجهات بين الطرفين. ومازالت المواجهات العنيفة التي دارت بين القوات الحكومية والمسلحين القبليين التابعين لشيخ (قبيلة حاشد) في العاصمة صنعاء في اواخر مايو الماضي ماثلة للعيان حيث تسببت في تشريد مئات الاسر من منازلها بالاضافة لمقتل اكثر من 300 شخص واصابة اكثر من الف شخص بجروح. وتسببت المواجهات في محافظة (ابين) جنوبي اليمن في نزوح اكثر من مئة الف مواطن غالبيتهم من النساء والاطفال الى مدينة عدن كبرى مدن الجنوب ويعانون ظروفا معيشية صعبة بحسب تصريحات المسؤولين الحكوميين اليمنيين. وامتدت حركة النزوح للمناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء التي تشهد مواجهات عنيفة منذ حوالي شهرين بين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس وبين المسلحين القبليين المؤيدين للثورة الشعبية ويتكرر المشهد في محافظة (تعز) وسط اليمن التي تدور فيها مواجهات عسكرية بين قوات الحرس الجمهوري والمسلحين الموالين للثورة الشعبية. ويراهن عدد كبير من اليمنيين على نجاح المساعي الاقليمية والدولية في اقناع الرئيس صالح بتوقيع المبادرة الخليجية ونقل صلاحياته لنائبه لتجنيب اليمن مخاطر الانزلاق نحو حرب اهلية.