أعلن أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، أنه سيقوم بعرض تصور للآلية التي وضعتها الجامعة بالتعاون مع عدد من المنظمات الحقوقية العربية لتوفير الحماية للمدنيين السوريين، والتي تتضمن إرسال وفد يضم 500 من ممثلي المنظمات، والإعلاميين، والعسكريين، إلى دمشق لرصد الأوضاع وحالة المدنيين، عقب توقيع مذكرة تفاهم واضحة مع الحكومة السورية، تحدد فيها التزامات وحقوق وواجبات كل طرف، بشكل يحمي الوفد، ويضمن القيام بمهامه بحرية . وفي وقت أقرّ الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة طالت 18 شخصية سورية، أكدت أنقرة أنها ستتخذ “الموقف الأكثر حزماً"، بعد الهجوم الذي تعرضت له بعثتها الدبلوماسية، وانتقدت روسيا بشدة قرار الجامعة إزاء سوريا، وردت دمشق على القرار برفضه، وتأكيد عزمها تنفيذ بنود الخطة العربية، واعتذارها عن الاعتداء على سفارات، والتشديد على قرب الأزمة من نهايتها . وتم الاتفاق على تشكيل وفد يضم 500 من ممثلي المنظمات العربية ووسائل الإعلام والعسكريين للذهاب إلى سوريا ورصد الواقع هناك، على أن يحدد وزراء الخارجية العرب موعد هذه الزيارة وترتيباتها خلال اجتماعهم غداً الأربعاء في الرباط . وقال محمد فائق خبير حقوق الإنسان الذي شارك في الاجتماع إنه سيتم تشكيل اللجنة خلال 48 ساعة . وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة، ودعا الأممالمتحدة للتحرك لحماية المدنيين، ووضع 18 شخصاً على القائمة السوداء، وجمد القروض التي قدمها بنك الاستثمار الأوروبي لدمشق . من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية إنه لم يعد هناك “إمكانية للثقة بالإدارة السورية" . والتقى وزير الخارجية أحمد داود أوغلو مندوبين عن المجلس الوطني السوري المعارض، وقال دبلوماسي إن هؤلاء طلبوا الحصول على إذن لفتح مكتب تمثيلي . فيما أكد الوزير أن أنقرة ستتخذ “الموقف الأكثر حزماً" من سوريا، بعد الهجوم الذي تعرضت له بعثتها الدبلوماسية في دمشق . وندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بقرار الجامعة تعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها، واعتبره “غير صائب"، وقال “هناك طرف ما يبذل كل ما بوسعه لكي لا يتمكن السوريون من التوصل إلى اتفاق" . على المستوى الداخلي، استبعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم تكرار السيناريو الليبي في بلاده، وقال إن الأزمة تقترب من نهايتها . وأضاف إن “سوريا انطلقت من حسن نية بالقادة العرب لذلك دعت إلى قمة طارئة ونحن متمسكون بالعمل العربي المشترك" . ووصف قرار تجميد مشاركة بلاده في الجامعة بأنه خطوة “بالغة الخطورة" . وأكد “نحن مصرون على تنفيذ خطة العمل العربي" . واعتذر عن مهاجمة متظاهرين سوريين عدداً من البعثات الدبلوماسية في دمشق . ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة مدنيين قتلوا وجرح عشرات برصاص الأمن أمس، وتحدث عن العثور على جثامين خمسة من عناصر الجيش بينهم ضابط في إدلب (شمال غرب) . وفي حمص (وسط)، قال إن “اشتباكات عنيفة جرت بين الجيش والأمن النظامي ومسلحين يعتقد أنهم منشقون أسفرت عن مقتل 4 على الأقل من الجيش" .