قالت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري المعارض، بسمة قضماني، إن المجلس قد تقدَّم اليوم السبت بطلب رسمي إلى جامعة الدول العربية لتحويل ملف الأزمة السورية برمَّته إلى مجلس الأمن الدولي , وكان بعض مجموعات المعارضة السورية قد دعا من قبل لتحويل ملفِّ سوريا إلى مجلس الأمن، لكن خطوة المجلس الوطني السوري تُعتبر الأولى من نوعها، إذ لم يسبق لأي فصيل سوري معارض أن تقدَّم إلى الجامعة بطلب رسمي بهذا الصدد.
رفض التدخُّل ولا يحظى موضوع تحويل ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن بإجماع لدى مجموعات وتيارات المعارضة المختلفة في الداخل والخارج، ناهيك عن الحساسية التي يثيرها مثل هذا الأمر لدى طيف واسع من السوريين من معارضين وموالين للنظام الحاكم. فقد نقلت وكالة الأنباء الألمانية "دي بي إيه" السبت عن رئيس "هيئة التنسيق الوطنية" المعارضة، هيثم منَّاع، قوله إنه يرفض أن يكون إرسال قوات عربية لسوريا مقدِّمة، أو توطئة للتدخل العسكري الغربي في البلاد". وشدَّد منَّاع في اتصال أجرته معه الوكالة على أن"القوات العربية مرحَّب بها في سوريا، شريطة ألاَّ تكون توطئة للتدخل العسكري الغربي من مجلس الأمن، أو أي حلف عسكري كحلف شمال الأطلسي (ناتو)". وقال منَّاع: "نطالب بقوات عربية خفيفة لا تتعدَّى 10 آلاف جندي لتسهيل مهمَّة عمل المراقبين العرب، ولحماية المدنيين، وفك الارتباط بين الأطراف المتنازعة". ترقُّب وقد جاء طلب المجلس الوطني السوري فيما يسود الترقُّب أجواء الجامعة العربية والمنطقة قُبيل تقديم الفريق أوَّل محمد أحمد مصطفى الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، السبت لتقريره إلى نبيل العربي، أمين عام الجامعة العربية. كما جاء أيضا قبل يوم واحد من التئام اجتماعي اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية التي أجَّلت اجتماعها إلى يوم غد الأحد، حيث ستدرس تقرير الدابي وترفع التوصيات في شأنه إلى مجلس الجامعة. شهدت بلدة الزبداني، الواقعة على بعد حوالي 40 كيلو مترا من العاصمة دمشق، إحدى أكبر التظاهرات بعد أن انسحبت منها قوات الأمن والجيش إثر مواجهات عنيفة مع منشقين
هذا، وسيعقد مجلس الجامعة الأحد أيضا اجتماعه على مستوى وزراء الخارجية لدراسة توصيات اللجنة الوزارية المذكورة واتخاذ القرار المناسب في شأن مستقبل بعثة المراقبين العرب إلى سوريا. وكان المجلس الوطني السوري قد أعلن في بيان له في وقت سابق من اليوم أن رئيسه، برهان غليون، وعددا من أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس توجَّهوا إلى القاهرة للقاء العربي وعدد من وزراء الخارجية العرب. وجاء في البيان أن وفد المجلس سيطلب من العربي والوزراء العرب الذين سيلتقيهم "العمل على نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على قرار يتيح إنشاء منطقة آمنة في سوريا وفرض حظر جوي على البلاد لكي يعطي قوة دفع دولية". لقاء العربي والدابي وكانت الوكالة الرسمية السورية للأنباء "سانا" قد نقلت عن السفير عدنان عيسى الخضير، رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا، تأكيده أن الفريق الدابي سيعود من دمشق إلى القاهرة السبت للقاء العربي لإطلاعه على مجمل تطورات الأوضاع في سوريا وتسليمه تقريره الثاني حول ما رصده المراقبون العرب ميدانيا على مدى شهر في مختلف المناطق السورية. وقال الخضير إن الفريق الدابي أرجأ عودته إلى القاهرة 48 ساعة بعد تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية من السبت إلى الأحد. "لقد وقفت البعثة على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وهو ما أدَّى إلى قبولها من الفرقاء المختلفين" الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا
وأوضح الخضير أن أمين عام الجامعة العربية هو من سيرفع تقرير البعثة إلى اللجنة الوزارية المعنية لدراسته ورفعه مع عدد من التوصيات إلى اتجاه للتمديد بدوره، كشف علي جاروش، مدير الإدارة العربية بجامعة الدول العربية، نائب رئيس غرفة عمليات البعثة، "أن هناك توجُّها عامَّا يرى التمديد لمهمَّة المراقبين لمدة شهر آخر، على أساس أن البعثة بدأت عملها تدريجيا، وأن عملها اكتسب الزخم المطلوب خلال الفترة الأخيرة فقط". وكان الدابي قد أصدر في وقت سابق بيانا صحفيا قال فيه إن تقريره الدوري الثاني "يأتي بعد مضي نحو 23 يوما من انفتاح القطاعات على مهمة البعثة التي شملت مختلف المناطق السورية، خصوصاً تلك التي شهدت اضطرابات ومواجهات". وأضاف أن الفرق الخمسة عشر من المراقبين "تعمل في المناطق المختلفة وتغطي كل مدينة وقرية، وقد أدَّت مهمتها بأعلى درجات النزاهة والموضوعية والشفافية". وتابع قائلا: "لقد وقفت البعثة على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وهو ما أدَّى إلى قبولها من الفرقاء المختلفين." اجتماع وزاري"قطري"!! وسيُكرَّس اجتماع الأحد لبحث مستقبل بعثة المراقبين العرب في سوريا، والتي انتهى الخميس الماضي التفويض الممنوح لها وكانت مدَّته شهرا واحدا قابلا للتجديد بموافقة الطرفين، أي الجامعة العربية والحكومة السورية. "إن هناك توجُّها عامَّا يرى التمديد لمهمَّة المراقبين لمدة شهر آخر، على أساس أن البعثة بدأت عملها تدريجيا، وأن عملها اكتسب الزخم المطلوب خلال الفترة الأخيرة فقط" علي جاروش، مدير الإدارة العربية بجامعة الدول العربية ونائب رئيس غرفة عمليات بعثة المراقبين العرب لإبى سوريا
وكان أحمد بن حلي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، قد قال في تصريحات صحفية إن رئيس فريق المراقبين سيقدم "تقريرا حاسما" بالنسبة لاستمرار عمل البعثة في سوريا أم إنهائها. إغلاق السفارة من جهتها، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على دمشق من أجل وقف العنف، داعية الجامعة العربية إلى نشر تقرير الدابي حول الوضع في سوريا. في غضون ذلك، حذَّر مسؤولون أمريكيون من أن واشنطن قد تغلق سفارتها في دمشق في ضوء المخاوف الأمنية المتزايدة مع استمرار تدهور الوضع في سوريا. وقال المسؤولون إنهم تحدثوا إلى السلطات السورية، فضلا عن الحكومتين البريطانية والصينية اللتين لهما سفارات قريبة من مبنى السفارة الأمريكية، بيد أنه لم يُتَّخذ بعد قرار في هذا الصدد. وكانت الخارجية الأمريكية قد قالت إنها طلبت من السلطات السورية اتِّخاذ إجراءات إضافية لحماية سفارتها في دمشق، وأن السلطات السورية تدرس الطلب. وأضافت أنها حذرت الحكومة السورية من أنها "ما لم تتخذ خطوات ملموسة بهذا الصدد خلال الأيام المقبلة، فقد لايكون أمامنا خيار سوى إغلاق البعثة الدبلوماسية". ويرى محللون أن إغلاق السفارة الأمريكيةبدمشق سيكون بمثابة قطع رسمي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسيؤثر بشكل كبير على الاتصالات المباشرة بين دمشقوواشنطن التي تقود حملة عقوبات دولية ضد سوريا على خلفية القمع المتواصل للاحتجاجات الجماهيرية فيها. هاجم متظاهرون مؤيدون للأسد سفارتي الولاياتالمتحدةوفرنسابدمشق في تموز/يوليو الماضي
وفي تطوُّر ذي صلة، قال مندوب إيران لدى الأممالمتحدة، محمد خزاعي، "إن لدى ايران وثائق تؤكِّد إرسال بعض الدول الأوروبية، خاصَّة فرنسا أسلحة، إلى المجموعات المسلَّحة في سورية". وأضاف خزاعي في مقابلة مع قناتي بي بي إس وبلومبرغ الأمريكيتين، ونشرتها وسائل الإعلام الإيرانية الجمعة، أنه "استنادا إلى المعلومات الواردة فإن عددا كبيرا من المواطنين السوريين قتلوا على أيدي تلك المجموعات المسلَّحة". مقتل 11 شخصا ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقرُّه العاصمة البريطانية لندن، إن 11 شخصا لقوا حتفهم السبت جرَّاء انفجار قنبلة كانت مزروعة إلى جانب الطريق في الحافلة التي كانت تقلُّهم في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، قوله: "لقد قضى 11 سجينا في الانفجار الذي استهدف سيارة لنقل السجناء على الطريق بين مدينة إدلب وقرية مصطومة." إلاَّ أنه لم يتم تأكيد الخبر من جهات رسمية أو مستقلة. وكانت المعارضة قد ذكرت أيضا أن 12 شخصا على الأقل قُتلوا في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد وم الجمعة التي أطلقت عليها اسم "جمعة معتقلي الثورة". وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية إن القتلى سقطوا في كل من ريف دمشق وحمص وحماة وإدلب ودير الزور ودرعا. تصاعدت وتيرة الاحتجاجات ضد النظام السوري مؤخَّرا
وقال المرصد السوري إن قوات الأمن السورية أعادت جثث ستة أشخاص كانت قد ألقت القبض عليهم الخميس في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد. وشهدت بلدة الزبداني، الواقعة على بعد نحو 40 كيلو مترا من العاصمة دمشق، إحدى أكبر التظاهرات بعد أن انسحبت منها قوات الأمن والجيش إثر مواجهات عنيفة مع منشقين. اختطاف وقتل من جانب آخر، ذكرت "سانا" أن مسلَّحين اختطفوا ضابطا من قوات حفظ النظام من أمام منزله في درعا، وقد عُثر على جثته في وقت لاحق ملقاة على أحد الطرق الزراعية قرب مدينة طفس في المحافظة المذكورة. وفي محافظة حلب، أُصيب عنصر من حفظ النظام أيضا في انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة قرب حاوية للقمامة في حي صلاح الدين. وفي حماة انفجرت عبوتان ناسفتان بحيي القصور والعليليات من دون وقوع إصابات، كما انفجرت عبوة ناسفة في حي جبيلي بدير الزور من دون وقوع أضرار. وفي حمص، قام مسلَّحون بالاعتداء بالضرب على طبيبة أثناء عودتها من عيادتها في تل دو بحمص وحاولوا اختطافها قبل أن يتم إنقاذها وتخليصها من أيدي الخاطفين لاحقا.