مع التوجه نحو حسم الأزمة السياسية في اليمن وسط تعقيدات شتى تعيشها المساحة الجغرافية لليمن وزادت من خطورتها الازمة السياسية الحالية فالمد الحوثي بات صاحب الكلمة الفاصلة في شمال اليمن وبات الانفصال مطلب القوى الجنوبية وان اختلفت طريقة الوصول إليه , وظلت اليمن تتعامل ومنذ قيام ثورة 26 سبتمبر في شمال الوطن و ثورة 14 أكتوبر في جنوب الوطن على أساس الحرص على تمثيل كافة المناطق اليمنية في القيادة العليا للدولة , وفيما اجمع طرفي الازمة السياسية في اليمن على ان يكون عبدربه منصور هادي المحسوب على الجنوب رئيسا للمرحلة القادمة الا ان هناك من يرى ان إعطاء رئاسة الحكومة لشخص محسوب من الجنوب سيخلق حالة من الإقصاء لبقية المناطق اليمنية , مثل تعز صاحبت الحضور الثوري المدني الذي تخلقت فيه نواة الثورة الشبابية في اليمن , كما انها تمتلك من القيادات السياسية والكفاءات الاقتصادية والثقافية ما يؤهلها لان تأخذ دورها في قيادة الحكومة اليمنية فهناك " توكل كرمان " التي كان المؤتمر الشعبي قد ابدى ترحيبه بان تتولى رئاسة الحكومة الانتقالية و هناك " عبدالوهاب محمود و سلطان العتواني و سلطان السامعي " فظلا عن قائمة طويلة من الكفاءات الأكاديمية القادرة على وضع بصمات في مسار تحول اليمن الى المستقبل الذي ينشده الشعب اليمني وفي مقدمتهم الشباب الثأر صاحب الفضل في انجاز هذا التحول التاريخي اليمن . فالساحات في جميع المحافظات هتفت باسم تعز الذي ظلت على الدوام منارة إشعاع ثقافي وحضاري لليمن ومثلت الوجه المشرق للمدنية التي ينشدها الجميع , لكن هذه المدينة ظلت محرومة من ابسط حقوقها كما ان المواطنين والشباب فيها يعيشون أوضاعا أكثر آلما من أخوانهم في جنوب الوطن .. واستمرار الضيم والقهر والتهميش لتعز لاشك انه سيولد نزعه انفصالية .. اذا كانت تلك النزعة ستعيد الحقوق المسلوبة . فحل القضية الجنوبية لن يكون بزيادة المناصب القيادية لابناء الجنوب لان ذلك يخدم أشخاص لذاتهم ويهمش أبناء الجنوب الذين خرجوا الى الشوارع منذ 2006م للفت الأنظار نحو مطالبهم العدالة , ولن يكون حل قضيتهم بأسلوب زيادة مناصب القادة وترك المسحوقين في الشارع بل من خلال عملية صادقة تلبي مطالبهم وحقوقهم العادلة وفي اطار برنامج شامل لكل المواطنين في الشمال والجنوب , فالمواطنين في الشمال لا يعيشون في رفاهية من العيش فالضنك والعوز يدمغ غالبية العظمي , فالتركيز على الجنوب واهمال الشمال قد ينقل نزعة الانفصال الى الشمال ايضا خصوصا في ظل الترسبات الثقافية والاجتماعية والقبلية التي تتطغى على المشهد اليمني ولايمكن تجاوزها بتنظيرات لاتعي الواقع المحيط . وللتذكير فأن المؤتمر الجنوبى الأول المنعقد فى القاهرة لتحديد مصير جنوب اليمن عقد وسط تباينات واختلافات عدة حول التوصل لحل عادل للقضية الجنوبية التى بدأت قبل عام 1994، وان كانت الاختلافات قد تمركزت حول طريقة الانفصال الذي اجمع عليه الجميع .