قبل حوالي عام ونصف كتبت مقالة في هذه الصحيفة "الوسط" تساءلت فيه عن جدوى انشاء مجلس التضامن الوطني الذي هيأ له وأسسه ورأسه الشيخ الشاب الطموح المتوقد حماسة تفيض عن حاجة الساحة الوطنية وتعبر احياناً البحار تارة باتجاه طرابلس الخضراء واخرى باتجاه رياض الصحراء حسين بن عبدالله الاحمر، وكانت مناسبة تلك المقالة مرور عام على انشاء المجلس وملخص ما اشرت اليه ان المواطنين كانوا يتوقعون أنه سيأتي بما لم تستطعه الأوائل إلا أن آمالهم تبخرت وضاعت (كما ضاع عقد على خالصة) والعجيب انني سمعت أن احد المقربين من الشيخ حسين قال له: إنما أردت مما كتبته الحصول على "شوية فلوس".. هكذا هو تفكير من يكون قريباً من أصحاب الفلوس.. مع انه يعلم اني لست شيخاً لقبيلة ولا حتى عاقلاً لحارة في مدينة ولا أنا في العير ولا في النفير كما يقال. وعل كل حال ها انا اعيد التساؤل واعبر عن كثير ممن كانوا يتطلعون إلى دور فاعل لمجلس التضامن للمرة الثانية وقد مر على انشائه سنتان واربعة اشهر، أين ذهب ذلك المجلس وماذا حقق من أهدافه التي تضمنها نظامه الداخلي وكم اجتماعاً عقده على المستوى الكلي او على مستوى مجلس شوراه الذي ينص نظامه على انعقاده كل ثلاثة اشهر في ظل إمكانيات (فلوسية) تؤهله أن ينعقد كل شهر أو كل أسبوع. إذن فما قلته في مقالتي السابقة من أنه ولد ميتاً لم يجاف الحقيقية وتبين أن الهدف الأساس من انشائه ليس له علاقة "بالحفاظ على الوحدة ومبادئ الثورة والجمهورية والثوابت الوطنية وحماية الدستور والاهتمام بالاقتصاد والزراعة والمال العام والوضع المعيشي للمواطنين المساكين ومحاربة الفساد والبطالة والتسول وإحياء العادات والتقاليد الحميدة وتحسين مستوى التعليم ومجانيته ودعم الجمعيات الحرفية والحرافية" ويمكن القول إن البند الوحيد من أهدافه الذي تحقق هو (9) الذي ينص على "تحسين الأوضاع المعيشية لقياداته" وهذا هو لب الدوشة التضامنية بكلها وحسب – اسلوب مذيع قناة الجزيرة فيصل القاسم – لكن في المقابل ألم يحقق الشيخ حسين هدفاً مهماً وهو أن يكون الباب العالي مفتوحاً كل ما اراد ولوجه!! حتى وان كان صاحب الباب على خلاف مع اخيه الشيخ حميد، فالمهم عنده ألا يوصد أمامه أي وقت يتجه إليه، والسؤال الذي يطرح نفسه – وحسب رأي القاسم أيضاً – هل سيسمع المواطنون شيئاً ينبئ بأن مجلسه لازال على قيد الحياة وأن بإمكانه النهوض من مهده وولوج دار الحضانة ثم يتدرج في المراحل الدراسية حتى يتخرج من الجامعة؟! أم أنه مادام وان المآرب المستورة المنية للمجهول التي كانت هدفاً من وراء إنشاء المجلس قد تحققت فسيتم الإعلان عن وفاته والغاية تبرر الوسيلة؟!!.