لحظة إصابة سفينة "سيكلاديز" اليونانية في البحر الأحمر بطائرة مسيرة حوثية (فيديو)    شركة شحن حاويات تتحدى الحوثيين: توقع انتهاء أزمة البحر الأحمر رغم هجماتهم"    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    يوم تاريخي.. مصور يمني يفوز بالمركز الأول عالميا بجوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في برشلونة (شاهد اللقطة)    تشافي لا يريد جواو فيليكس    مركز الملك سلمان يمكن اقتصاديا 50 أسرة نازحة فقدت معيلها في الجوف    تفجير ات في مأرب لا تقتل ولا تجرح كما يحصل في الجنوب العربي يوميا    للزنداني 8 أبناء لم يستشهد أو يجرح أحد منهم في جبهات الجهاد التي أشعلها    الحرب على الإرهاب التي لم تنتهِ بعد.. معركة يخوضها الجنوب    عودة الكهرباء تدريجياً إلى مارب عقب ساعات من التوقف بسبب عمل تخريبي    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    هجوم جديد على سفينة قبالة جزيرة سقطرى اليمنية بالمحيط الهندي    رئيس جامعة إب يطالب الأكاديميين الدفع بأبنائهم إلى دورات طائفية ويهدد الرافضين    نابولي يصدّ محاولات برشلونة لضم كفاراتسخيليا    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    عقب العثور على الجثة .. شرطة حضرموت تكشف تفاصيل جريمة قتل بشعة بعد ضبط متهمين جدد .. وتحدد هوية الضحية (الاسم)    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    اتحاد كرة القدم يعلن عن إقامة معسكر داخلي للمنتخب الأول في سيئون    شاهد.. مقتل وإصابة أكثر من 20 شخصًا في حادث بشع بعمران .. الجثث ملقاة على الأرض والضحايا يصرخون (فيديو)    وزارة الداخلية تعلن ضبط متهم بمقاومة السلطات شرقي البلاد    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    بينها الكريمي.. بنوك رئيسية ترفض نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن وتوجه ردًا حاسمًا للبنك المركزي (الأسماء)    قيادي حوثي يذبح زوجته بعد رفضها السماح لأطفاله بالذهاب للمراكز الصيفية في الجوف    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    انهيار كارثي للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي    ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    تعليق على مقال زميلي "سعيد القروة" عن أحلاف قبائل شبوة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    ريمة سَّكاب اليمن !    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذات المقدمات.. ذات النتائج.. ثم ماذا بعد؟
نشر في براقش نت يوم 26 - 12 - 2011

منذ اللحظة الأولى للإعلان عن فكرة مسيرة من تعز الى صنعاء، سألت عن ماهو الهدف منها..
الوسائل، ليست غايات بحد ذاتها..
وبدلا من النقاش حول الهدف، بدى أن هناك قرار لم يتخذه أحد، لكن يدافع عنه الجميع، أن النقاش ممنوع..
بل وحين كتبت ان من حق المعترض عليها، وبخاصة من ملاك الاراضي على جانبي الطريق الطويل من تعز الى صنعاء، أن يكتبوا لوحة على اراضيهم تطالب الراجلون أن لايمروا على تلك الارض، ومن واجب المسيرة أن لاتطأ تلك الارض، كنوع من العمل السلمي بدلا من الاشتباكات، تعرضت لتعريض وصل حد الارهاب.
تخيلت أن ذات المصدر المجهول، يكرر، أو يسعى معتقدا انه يمكنه ان يكرر موجة مماثلة لتلك التي ترافقت مع أحداث فبراير الماضي، مع بداية المسيرات التي اعتبر أى نقاش معها، كفر بالله وبالوطن وبالحق العام.
ومنذ تلك اللحظة، خضت جدالا يوميا على منتديات الفيس بوك.. رأيت فيها كأن الزمن يعود للوراء.. تتكرر فيها ذات المسارات.. ذات الأفكار، وستصل لنفس النتيجة.
وستتوج بدم جديد، كنا في غنى عن اراقته..
والمسؤلين عنه، اجهزة الأمن، والنافخين في كير تكرار المواجهات.. عبر شعارات الزحف، والاقتحام.

المصير ذاته، أقوى أحكام اليمن
يستعد العالم، للاحتفال بعيد ميلاد المسيح عليه أفضل الصلوات والتسليم..
أما اليمن، فيكتمل العام، ولم تزدد الا وجعا وبردا وخوفا وقهرا
حتى الحماس الاسطوري لشباب خرجوا للشوارع بحثا عن التغيير، ولايزالون يتمسكون بالبقاء وسط كل العواصف.. هاهو يصارع ذات المصير الذي يصارعه شعبنا من مئات السنين.
ثمة خلل ما.. لعله في مكان أقرب مما نعتقد يا اصدقائي.

عن التضليل..
نفى معالي وزير المالية صخر الوجيه وجود صفحة خاصة به على الفيسبوك.. مدينا من يكذبون باسمه "كذبا رخيصا".
هو هذا ماكنا ننتقده.. هو هذا مانعتقد انه كان قبرا التهم الدولة، ودفن الثورة..
الكذب الرخيص يامعالي الوزير.. الكذب الرخيص، الذي أثقل كاهل الحقيقة بسبب أناس كبار في هذه البلاد.. في السلطة والثورة.
لقد كان نعش الأكاذيب أكبر عبئ حمله شباب الثورة فوق ظهورهم.. ولا اتوقع انه يمكن السيطرة عليه بسهولة.. لأنه صار منهجا.. للحديث عن اكثر القضايا قداسة بأكبر قدر من الخفة والاستخافا بالحق والحقيقة.

ليست نوايا
الرهان الدائم، على قرارات مفترضة للرئيس علي عبدالله صالح ضيعت علينا، عشرة أشهر، والأهم، مزقت بلد، وأجهدت الدولة والتهمت الثورة.
اقترح، خطة لانتخابات، قبل أن تجري في اليمن قطرة دم.. فقالوا انه: يراوغ.
افترضوا انه سيحارب..
ووصل بهم الحال لاعلان تسجيل مختلق بصوته.. يعلن الحرب.. مع انهم يعرفون كيف يتخذ قراراته بخاصة تجاه الحروب.
افترضوا انه لن يوقع..
وحين وقع.. لايزالون يفترضون أن في نيته أن لا يلتزم.
ويراهنون انه يعمل على افشال المبادرة..
طيب ماذا بشأن التزامات الاطراف الاخرى.. كالمستقلين.. أو الحوثيين.. أو الجنوبيين.. أو جيش الثورة، أو قبائل الثورة؟
هل سيقولون ايضا ان صالح، هو من يحرك أى منهم لافشال المبادرة؟
المشترك، صار شريكا في الحكومة، وهذا يعني انه قد يصبح شريكا لصالح في مواجهة من يعرقل شروط المبادرة. هل تضعون هذا كاحتمال.
لا أجادل من يشكك في نية الرئيس علي عبدالله صالح.. بل أقول أن السياسة ليست نوايا طيبة ولا سيئة.. بل تدافع مع شروط وعوامل على الطاولة.
صالح، وقع اتفاقية.. ولها شروطها.. وفريقه الرسمي، الان يعمل على تنفيذ تلك الشروط.. ماذا بشأن الطرف الاخر..
من هو اصلا هذا الطرف؟
هل اذا ستبدأ مرحلة، هذا يمثل الثورة.. وهذا لايمثل..
هل المسألة كلها، فيس بوك، وبيان، ومقيل؟ ومناجمة وشتائم؟
لماذا ادارت المعارضة المعركة مع الرجل وكأنها لاتعرفه.
ولماذا لا يرى الرئيس والمستقلين الثوار، بعضهم بعض.
لا ادعوا للتحالف بينهما، فهما الخصمان من اللحظة الأولى.. وهما اللذان يجب أن يبقيا طرفين لأن تحالفهما لن يحل المشاكل مهما كانت من صيغ. واصلا لم يعد هناك امكانية لمثل هكذا تفكير.
لكن بقائهما يرددان نفس الخطاب ضد بعضيهما ، يتحول كانه مناجمة العجائز.. وهو لايفضي الى تكون كتلة سياسية جديدة لا للثوار المستقلين ولا للرئيس..
اعتقد لو حقق اي من الطرفين خطابا عاقلا ضد الاخر، باعتباره خصما ولكن بخطاب جديد، يخص كل منهما ضد الاخر، سيستقطب الكثير من القوة الصامته التي تقف مع حق الناس في التعبير عن حضورها واحلامها، دون اقتحام سلمي ولا قتل امني. ودون كسر الارادات الذي هاهو ينتهي العام وكل طرف منهما لاضعف ولا انتصر..
لتتحول الثورة الى قوة سياسية.. تعبر عن خطاب جديد.. ينحاز للتغيير مطلقا.. يقدم مصالحة وطنية في الوعي قبل الوسائل.
ومع ان الدم موجع، ومربك.. لكن لايسيل الدم من أجل الدم.. بل من اجل مشروع يحمي بقية الدم من نفس المصير.

المد الثوري.. خدمة لمراكز القوى
الاسبوع الفائت التقى الرئيس صالح، حمير الأحمر، فدعا الأخير اليوم المعارضة للعودة. والتقى قائد الحرس الجمهوري سفراء المبادرة..
ولاحظوا اين تصب قوة الثورة، التي يتسابق الان الجميع على تأكيد الحماية لها.
مالايقبل أحد رؤيته، للأسف، ان استمرار المد الثوري، بدون مشروع واضح يتحول مجرد صميل بيد الفرقاء.. الذين يواصلون مهمتهم التاريخية في العمل ضد الدولة.. ومؤسساتها الشكلية والهشة. وهي يمثلها اليوم عبدربه منصور هادي، الذي يفتتح عهده، في ذات الظروف التي انهى بها القاضي عبدالرحمن الارياني عهده.
من دون وعي سياسي لأي ثورة، وخارطة عمل واضحة، فان الاعمال العظيمة التي تنجزها، هي نفسها بؤر الندم المستقبلي.. يوم لاينفع الندم.

الشعب يريد أن يعيش
قبل عشرة أشهر خرج الشباب، للشوارع يطالبون الرئيس صالح بالتنحي.. وكان رده: لن اترشح من جديد لا أنا ولا ابني ولا أحد من أقاربي. ولنذهب لانتخابات..
لايمكن الجزم، بأنه كان سيفعل.. لكن الجزم أنه لن يفعل، كان ايضا ظن.
المشكلة، بعد عشرة أشهر لليوم، لم نتأكد لا من الأولى ولا من الثانية.
لكننا تأكدنا، أنه مقابل قوة الرجل في جيشه ودولته.. ثمة قوى تحكم وبقوة قبضتها على الشارع وعلى الثورة.
والأسوأ، انه بعد كل هذا الدم، لم تفتر همة فرقاء الصراع بمافيهم الثوار انفسهم، عن البقاء في دورة الصراع هذا..
المجتمع الدولي وحده، يذكرنا بمعاناة الملايين منا، الذين لايهمهم الصراع بل يريدون الحياة بأمان ولو كما كانوا عليه..
من اقنعنا، أن التفكير في المآلات، عدو للثورة.. من قال أن الثورة لها طريق واحد..
تعالوا ندعو لخطوة جماعية للوراء، يمكن نجد مخرج الطوارئ الذي ضيعناه.. ونكاد نختنق.. ولايكثر الا الصياح والدماء.

الجلال وحده لايكفي
من يشكك في جمع كهذا الا غبي احمق.. غير ان الفرق كبير بين الحديث عن الافراد وبين الحديث عن التوجهات او التنظيمات.. مرعب ان تتخيل كل هذه القوة، وهي فص ملح وذاب وقت التحديات الغير فقط تحدي الصراع مع الرئيس..
الثورة، لم تؤثر مطلقا في السلوكيات التقليدية للمؤسسات السياسية في البلاد.. تخيل مثلا ان عائلة واحدة أو حزب واحد لايزال كما هو قبل الثورة مع انه يقول انه ثائر.. هذا لايدينه هو بل يكشف خللا في الثورة ذاتها..
لايمكن القول انها ثورة مستأجرة، فهي خلاصة احلام المواطنة.. وهي تحدي مجهد للظروف.. لهذا يصبح السؤال المهم: لماذا اذا لم تحدث تغييرا في سلوك حلفائها؟

العقل
متى كانت الدولة اليمنية، وبخاصة في الشمال، قادرة على منع أى فعالية شعبية؟
الذي كان ينقصنا هو قوة منظمة، مؤمنة بالتغيير وتعمل له كبرنامج.. ورغم القوة الضخمة التي توفرت للثورة، فانها لم تخلق أى قوة من هذا النوع.. واذا كانت مصر بكلها تكاد تتنرنح، بسبب أن الثورة اسقطت النظام السابق لكنها لم تستطع ملأ الفراغ بدلا عنه.. فكيف هو الحال باليمن.
لماذا تحول المثقفون والسياسيون اليمنيون، الى مجرد لوحات تكتب عليها الاحداث ماتشاء؟
واعلان الرئيس علي عبدالله صالح ان اليمن ليس فيها اى معتقل رأي سياسي، يجعلني أقول: يعني هو انت تقدر، وماسويتش؟
لكن لايهم، صالح هنا واقعي جدا مع عجزه.. مصدر قوته هو معرفته بحدود قوته وضعفه.. لذا يواصل حضوره وتأثيره..
ادعموا المبادرة.. كمناقسة للعمل الذي يفرق،
بين الممكن والمستحيل
بين المطلوب والممكن
العقل.. العقل.. العقل.

معركة الحماية
قال عبدالرحمن العابد: في إتصال هاتفي من المركز الإعلامي لساحة التغيير لباسندوه يدعونه للتدخل لايقاف نزيف الدم الحاصل بحق مسيرة الحياة يجيب عليهم بأنهم (لم ينسقوا معه)..
هذا هو الذي كان تطالب به السلطة من أول يوم بدأت فيها المسيرات.. كي تنال حماية، عليك ادراك انك لست وحدك في الميدان..
هاهي المسيرة تسير 300 كيلو بسلام، لانها مرت في طرقات ليست فيها تعارض مصالح.. بمافيه جوار المعسكر الرئيسي للحرس الجمهوري. وحين وصلت لنقطة فيها تشارك قوى، فشل الطرفان في التوصل لحل.. بغير كسر الارادات.. فكانت جولة دموية.. تبعتها تسوية عاجلة.
تصل المسيرة بها الى النقطة الأساسية المتفق عليها.
واذا كان يحق، لمن كان ينبه للسلمية وللحوار، ادانة اراقة الدم، فان الطرف الذي كان ينفخ في الارض محرضا على اقتحام جديد، غير مفهوم صراخه، هو اصلا سعى لدورة جديدة من شعاره القديم "كلما زدنا شهيدا".
كانت المسيرة، تهدف للحشد من أجل رفض الحصانة، وهاهي تقدم مؤشرا على مسؤل مشترك وراء الموت، وهو اعتقاد كل طرف انه قادر على الغاء الاخر وفرض خياراته الاحادية عليه.
السلمية لاتمت بصله للقسر.. ليس هناك ثورة اسمها ثورة سلمية.. هو اما ثورة أو عمل سلمي.

اصلاح تاريخي
أعلن وزير الاعلام، الناطق باسم حكومة الوفاق، تشكيل لجنة من وزير الدفاع والداخلية للتحقيق في احداث دار سلم.
برأىي، لو انها انجزت تجريد الامن المركزي من السلاح الحي، وتحويله لقوات مدنية، كالمشروع الذي كان بدأه الدكتور رشاد العليمي، تجاه اداء مؤسسات الامن المختلفة، فانه سيكون انجازا مهما، مع تقوية ادوات مكافحة الشغب لديهم.
نحتاج اصلاحات عميقة في وعي وادوات الاجهزة الامنية، في ادارة الاضطرابات.. وفي نفس الوقت نحتاج وعيا شعبيا يقر للأمن بدوره وفقا للدستور والقانون.
وبملاحظة أن المسيرة مرت من أمام معسكرات الحرس الجمهورية في. تعز وإب ويريم. وذمار. وبلاد الروس بل انهم باتوا على بعد أمتار من معسكر صبرة ومرت من أمام بوابة معسكر48 ولم تحدث اي اشتباكات، شيئ ايجابي للطرفين: الحرس والمسيرة.
دعونا نراكم انتصارات البلد.. وهي انتصارات تمر من مثل هذه المحطات المشتركة..

التحالف مع المستقبل
كل خطوة خطوها، بأمل اليمن المنتظر.. و غد خال من الاقصاء والتخلف والفساد.. ودفاعا عن احلام ملايين الناس سواء اكانوا مع الثورة او كانوا ضدها.. ستسجل لهم بأحرف من نور..
ومن الواجب على موالييهم من الاعلاميين والسياسيين، ان يعلنوا انتصارهم.. ان ينتقلوا لمابعد المبادرة..
البقاء في ماقبل المبادرة انما يحت من رصيد التغيير..
ان لم تقتنعوا بهذا.. افتحوا ابواب النقاش مع المختلف معكم..
جربوا تسمعونا كخصوم بالكلمة..
افتحوا بابا للتحالف من أجل المستقبل.. وفاء لجهادكم العظيم..
لاتجعلوه يسقي واديا غير وادي التغيير.. هذا هو الخيانة الحقيقة للدماء.. وليس السلام والتسوية والانتقال.
ماذا تريدون انتم ياشباب.. هل فعلا هناك شباب لديه مشروع سياسي حقيقي.. الاعمال العظيمة ليست مجرد تضحيات عظيمة..
استمرار، الوضع على ماهو عليه، يصب لصالح مراكز القوى الموزعة بين الدولة وبين الثورة.. بمافيهم سنحان وحاشد.. وطريقة الحكم التي نشكو منها.
الخسران الاكيد منها هو "الدولة" التي تكدحون للوصول لها..

لا لاحباط الثوار والثورة
كتب الزميل حافظ البكاري: "بعد يوم تاريخي لمسيرة الحياة يتصدر ساحة التغيير بصنعاء صراع المنصة..صراع أطرافه غير واضحة لكنه يعكس ما يبدو انه عملية استقطاب غير نزيهة من قبل هذه الاطراف.. بئس الطالب والمطلوب كونهما يعملان على تشويه الأجمل فينا( مسيرة الحياة)".
فكتبت تعليقا:
احباط الثوار لن يكون لصالح أحد..
يمكن أن أقول: من أجل هذا قمت بواجب التنبيه.. منذ اليوم الأول.. لكن هذا لايجدي.. الأهم: هو اعادة التذكير ان كل الثورات، التي تكون صراعا مع السلطة وليس مع قيمها ومجتمعها.. تحولت الى قطط أكلت ابنائها.
هل تتذكرون القصص التي بدأت باغتيال الرعيني في صنعاء سبتمبر.. وكارثة مطلع نوفمبر 1967 بين الجبهة القومية وجبهة التحرير في عدن..
هل يستطيع من رفضوا مجرد الاستماع لارائنا، ان يلعبوا دورا لحماية تآلف الثوريين.. ومعالجة الفارق بين الحوثيين والمشترك والمستقلين.. لتوحيد جبهة المعارضة.. والتوقف بعدها عن محاولات تفيد السلطة..
من أجل سلامة اليمن.. يجب توقف الانشطارات

السفير الاميركي
الحملة على السفير الأميركي، ستقول له: شوف كم هي السلطة أقل فجاجة منهم..
صلوا على النبي، ياثوار.. هذه أول مرة يقف السفير الأمركي ضد تفسيراتكم للأمور.. ليس بالضرورة أن يكون مصيبا ولا مخطئا.. لكنه كان شريكا لوقت طويل لكم.. مالكم مستعجلين البيع بهذه الطريقة.
اتذكر الحملة على هيكل.. كانت بهذه الطريقة.
السفير يتعامل بوعي مابعد المبادرة.. والثوار واقفين ماقبلها.. لم يعد صالح ذلك المتهم بل صار شريكا في ترتيبات الانتقال.
والثوار السياسيون يكذبون على الثوار في الميدان..
الحصانة لاعلاقة لها بموضوع القتل.. هي نوع من اغلاق الماضي للبدء بعهد جديد.. وعدم الانتقال للجديد هو الذي يسقط الثورة بعد سقوط الدولة.
وصالح هو رئيس المؤتمر.. يسد هو وحزبه.. مع ان اليمن مستفيدة جدا من بقائهما معا، طالما برئيس جديد.. لتوقف معارك الاقصاء التاريخية.
صالح، ينشط لمابعد المبادرة.. ماذا تفعل اطراف المشترك؟.. ومن له المصلحة ان يبقى الثوار مشغولين بماقبل المبادرة.. التغيير ليس صورة واحدة.. ولا شكلا واحدا.

كيف نتخذ قرارتنا
وسط ركام، التهاني والتعازي بالأحدث.. أفكر.. كيف يتخذ افراد مجتمعنا قراراتهم؟
سواء على المستوى الشخصي أو العام..
كل هذا الضجيج عن المبادئ الثورية.. تذكرني بالضجيج الطويل عن ولي الأمر.. فقط كان هذا الولي هو الدولة واليوم صار هو الثورة. وسيعود غدا للدولة، وهلم جرا..
تذكرت، ان الشركات الكبرى، حين تبعث احد خبرائها لليمن، تشرح له الخصائص الفردية للمجتمع.. تساعده كثيرا على التماسك بجمل صغيرة من قبيل:
- يرفعون اصواتهم بسبب وبدون سبب.. فلاتقلق من حدة الصوت.
- يحرصون على الأخلاق الظاهرية.. (يمكن ان تنصحها لو كانت امرأة، بأن تغطي جسدها جيدا، ولايعني هذا حمايتها من التحرش، ولاان المجتمع محافظ تجاه العلاقات).
- تسمينا بعضها "مجتمع تفاوضي"، كل شيئ خاضع لدينا للمفاضلة.
اتذكر عراقيا، كان مسؤلا في شركة، وهو يقول لي: اليمني الوحيد الذي لايهمه سجله الوظيفي.. المهم ينفذ مايريد في تلك اللحظة.
- تذكرت: مجتمع يدافع باستماته، عن كرامته..ولكن في نفس الوقت يقبل نفس السلوكيات التي كان يعتبرها جارحة، حين تصدر من اخرين او بطرق أخرى.
بالتأكيد المجتمعات لاتقاس بالمساطر، لكن ثمة خصائص فعلية، يتوجب دراستها.

بعضا من قضايا التغيير
1
لو وصل لرئاسة هيئة مجلس النواب، شخص مثل محمد الشدادي أو أحمد صوفان أو أي شخص، يملك تجربة تنظيمية في حياته مختلفة عن تجربة المشائخ.. سنقول: هذا أول وأفضل إنجاز ثوري في اليمن.
تعطل هذه المؤسسة، هو المسؤل عن كثير من كوارثنا.. وتعطيلها ليس فيما يتعلق بالسيطرة السياسية عليها، بل ببقائها ديوان للمشائخ، سواء أيام عبدالله بن حسين الأحمر، أو يحيى الراعي. وليس هذا ضد المشائخ، لكن لأن اليمن تريد الانتقال من الديوان.
تحتاج هذه المؤسسة تحديث تنظيمي، لا ادري ان كانت عرفته مع ياسين سعيد نعمان.

2
مع كل احتقار للرصاص.. مع الادانة لمن يستخدمه خارج نطاق القانون.. فلدي سؤال عاصف أخبئه من أول أيام المظاهرات وحتى اليوم..
الأب والأم الذي يقتل ابنه او ابنته من الذين اعمارهم دون ال18 سنة، بماذا يشعرون؟
قانونا هم المسؤلين عنهم.. شرعا هم المسؤلين عنهم.. أخلاقيا هم المسؤلين عنهم..
علما فأبناء هذا السن، عسير ادارتهم.. ارادتهم لاتعترف بأي تحدي، ولاتقبل بأي مخاوف.. ولايرون الا اتجاها واحدا وطريقا واحدا.. ولونا واحدا..
لهذا مسؤليتهم، أقل حتى على حياتهم.. والضامن هو الأب والأم.
تريدون تغييرا؟ اخرجوا انتم له.. لكن لاتتنازلوا عن أبوتكم وامومتكم.. ستتعذبون طول أعماركم ان اهملتم هذا.
مع كل دعواتي لقلب كل أب وكل أم، فقد ابنه او ابنته

3
الحضور النسائي في كل المحطات الثورية.. هل تعني اننا سنشهد تأنيثا للنقاش العام.. اهتماما باحتياجات النساء، في الاسرة والاحزب والعمل والدولة..
لاتحمل الثورة اي شعارات نسوية.. ولكني اعتقد ات الامر اصلا كائن في بقاء الجميع تحت شعار مركزي.. ربما بعد مرور الاحداث هذه قد التفافا نسويا حول قضايا النساء.. قضايا الحياة المهملة والأهم في اليمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.