عندما كنا نجتمع لمؤازرة المنتخب اليمني وكلنا حماس ونشوة واعتزاز بوطنيتنا ويمنيتنا .. كنا مرات كثيرة نُصاب بمشاعر الاحباط والمرارة ونحن نرى المرمى اليمني يثخن بالاهداف لكني كنت اوآسي نفسي المكسورة ان اليمن لاتقاس بمثل هذه الالعاب وان الهزيمة لاتمرغ انف اليمني في التراب كما يقول المعلقون الرياضيون , فاليمني سيظل كما هو مرفوع الراس بما يحمله من إعتزاز و كرامة وكبرياء وشيم و قيم أخلاقية وحضارية .. لا اعرف كيف تذكرت هذا بعد أن داهمتني مشاعر فاجعة كادت توقف الدماء في عروقي وانا ارى مشاهد المهانة والابتذال لوفد حكومة وفاق (المؤتمر والمشترك ) برئاسة الاستاذ محمد سالم باسندوه وهم يمتهنون الشحاتة بكل دنائه من دولة خليجية الى أخرى .. لقد انتابي مزيجا لايوصف من شعور الاحباط والياس والقهر والمرارة والانكسار وانا ارى هؤلاء يطلبون العون والمساعدة بذلك الاسلوب من الذل والمهانة .. فما ان يتاح للكهل باسندوه الحديث امام وسائل الاعلام او امام احد الامراء حتى تراه مع طابور مرتزقته يستجدونهم ويتوددون العطف والمساعدة منهم بكل خنوع وخزي وذلة .. ولغة المسكنة التي لايجيدها سوى الشحاتون على ابواب الجوامع ..فالمرء حيث يضع نفسه. لكم تمنيت ان تنشق الارض وتبتلع باسندوه وفريق وزراء الشحاته , ولكم تحسرت على نفسي وعلى كل يمني وعلى اليمن ,الوطن الجوهرة الذي ابتلي بمجموعة من الفحامين والشحاتين , فلا يوجد اسوأ من ان يشعرالمرء بان كرامته وكبريائه اصبحت تقاس عبر مجموعة من المتسولين المبتذلين. فمن يشاهد باسندوه وهو يتمسكن ويصطنع علامات البؤس والشقاء والحرمان على وجهه وينظر الى الامراء والمسؤولين الخليجيين وهو فاغر فمه ومشدوه الحس وكأنه قد سلب ادميته وانسانيته يضن ان الجوع قد فتك باليمنيين وان كسرة الخبز قد انتزعت من اليمني كرامته واخلاقه. لاننكر ان الكثير من أبناء اليمن يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة وهي ليست وليدة اليوم .. ولكن كل يمني يحمل بداخله كرامة وقيم واعتزاز بهويته التي تمتد في أعماقه بعمر اليمن وحضاراته التي كانت ومازالت مركز إشعاع للإنسانية جمعا . فمن أعطى الحق لهؤلاء المتسولين ان يمثلوا اليمن واليمنيين ؟.. لا استطيع ان اتخيل ان مستقبلنا صار مرهونا بأيدي مثل هؤلاء الذين لايجيدون سوى التزلف في بلاط الأمراء . فكان الاحرى بهذه الحكومة ان تبقى داخل اليمن وان تصحح الاختلالات ومكامن الفساد وتوقف إهدار المال العام وتسد كل ثغرات النزف للخزينة العامة , وتعمل على معالجة ما ارتكبه طرفي حكومة الوفاق من جريمة بشعة بحق اليمن واليمنيين وهو يخوضون معركة قذرة من اجل السلطة ويصادرون حلم التغيير واقامة الدولة المدنية بممارسات إجرامية حرمت المواطنين من الكهرباء وانعدمت مشتقات النفط والغاز وارتفعت أسعارها مع المواد الأساسية والضرورية , واخراج اليمن من هذه الازمة التي تسببوا بها بالاعتماد على مقدرات وامكانيات اليمن وابنائها , بدلا من من ان تقوم بجولات الشحت المبتذل ..فهذه حكومة وفاق وحكومة ازمة وليست حكومة للشحاتة. لقد اثبت باسندوه وجميع وزرائه سواء من المشترك او المؤتمر انهم ليسوا سوى مجرد فاسدين يتسابقون على ابواب الامراء للشحاتة .. فاي طامة حلت بنا اكبر من ان نرى شحاتين بمراتب وزراء ..نعم لقد اثبتوا انهم شحاتين بكل ما تعنيه الكلمة و ان كانوا " بربطة عنق ".. ولكن البدلات التي كانت تخفي نفسياتهم الوضيعة لم تزيدهم الا خزيا امام الأشقاء الخليجيين والذين اجزم انهم لم يروا او يقابلوا من قبل أي مسؤولين بذلك القدر من الانحطاط حتى ان كانوا من افقر دول العالم .
ومعروف ان الاشقاء الخليجيين يسهمون ومازالوا في دعم اليمن , بل ابدوا استعدادهم لدفع كافة تكاليف خروج اليمن من هذه الازمة , ولكن ما نستغربه هو ماقام به باسندوه وما يجر من ورائه من طابور الشحاته من مشاهد مبتذلة ومخزية ,مثلت وصمة عار على جبين اليمن . ولكم أتمنى ان يقوم شبابنا الذين ذاقوا الويلات من اجل مشروع التغيير الى الافضل , باغلاق مطار صنعاء ومنع اؤلئك المفلسين من العودة , او اجبارهم على الاستقالة حتى نمحي ما ارتكبوه من جريمة بحق اليمن واليمنيين , وان كنا لم نرى خير من مجلس النواب الا ان امامه فرصة ليمحي سوءاته السابقة بسحب الثقة عن هذه الحكومة. فمثل هؤلاء لايمثلون سوى نفسياتهم الرخيصة وليس لهم أي شرعية شعبية .. وشرعيتهم الوحيدة هي تقبيل أقدام السفراء الأجانب .. فالمواطن اليمني مغروس في نفسه الثورة ضد كل اشكال الظلم والقهر من اجل الحرية والكرامة .. وليس من اجل الشحاتة التي تحاول حكومة وفاق (المشترك والمؤتمر) ان تحولها إلى سلوك بل والى منجز لها .. فبئس السلوك وبئس المنجز وتبت أياديكم ونفسياتكم الرخيصة