عام من عمر اليمن وأعمار اليمنيين طوته يد الأحداث, عام كامل.. بالتمام والكمال, من 21 فبراير 2011 الى مثله, اليوم تحديدا, من العام 2012م, طوته يد التاريخ وضمته إليها, واليوم تطوي أيادي الناخبين اليمنيين أزمة عام كامل.. وعاما من الأزمة في اليمن. وقل اليوم: "الشعب يريد". هل خسرنا؟ نعم.. كثيراً؛ خسائرنا تضيق عنها دفتا كتاب العام المنصرف. ولكننا لم ننهزم بل انتصرنا, أيَّاً تكن القيمة... انتصرنا. الجميع انتصر, مثلما ان الجميع خسر ودفع الثمن مضاعفاً. في الأخير كانت المعاناة والخسائر ثمناً للخروج من المعاناة ومن دفع المزيد من الأثمان والخسائر. اليوم اليمن تطوي الأزمة وتمضي قدماً في مستهل عام جديد تتبدل فيه الحسابات والمواقع والمواقف. كل شيء انتهى... وبدأ, اليوم. ووفاء بوفاء.. إنا معك يا هادي, وفاءً لصالح.
وماذا بعد؟ الجميع يسأل. ويجب أن نمتلك الشجاعة الكافية لنضع الإجابة الصحيحة في مكانها الصحيح: لنستأنف حياتنا ونمضي قدماً. الأزمات لن تفارقنا والمشاكل لن ترفع من الأرض بعد 21 فبراير 2012م, لكنها ليست أزمة العام الغارب بحال من الأحوال, الخطاب يجب أن يتغير تبعاً للتغيير الحاصل. سنحتاج الى وقت أطول لنفهم ما الذي حدث, ولنستوعب العبر والدروس والفوائد والخلاصات, سلباً أو ايجاباً ولنفهم أكثر هل كانت النتيجة الأخيرة ممكنة فقط بالطريقة التي حدثت وأدت إليها طوال عام؟ أم كان بالإمكان أفضل وانسب مما كان لنصل الى هذه النتيجة التي كانت معروضة من البداية وبأقل التكاليف؟! أليست مفارقة غريبة ومحيرة بالفعل أن السبب الذي اختلف حوله الفرقاء اليمنيون في بداية أزمة العام أو عام الأزمة, هو السبب الذي اجتمعوا حوله وصاروا جميعاً فريقاً واحدا تحت رايته للخروج من الأزمة- (الانتخابات)؟! لكن, من يريد الآن أن يتحدث في هكذا تفاصيل يتساوى عندها الشك واليقين والقبول والرفض والثورة... والأزمة؟! الأزمة انتهت. والثورة سؤال آخر يضاف إلى أجندة عمل التاريخ اليمني المثقل بالأسئلة الخالدة المنسية! يحدث, في اليمن خصوصاً, أن القوى التي أدارت عجلة الصراع هي نفسها تدير عجلة الوفاق (رباعية الاضلاع), وعليها أن تدور وتتقدم! يحدث أن يتعايش اليمنيون مع قابلية (فيهم) صميمة لأن يدفعوا أثماناً باهظة مقابل الحصول على النتيجة نفسها, أو أقل منها, المعروضة في رفوف الخيارات المجانية منذ البداية(..) يحدث أن هذا اليوم في التاريخ (21 فبراير) يسجل بداية أزمة يمنية قاسية ومؤلمة استمرت عاماً, بسبب رفض الدعوة إلى حوار وطني تعقبه انتخابات رئاسية مبكرة.. كما يسجل نهاية أزمة يمنية قاسية ومؤملة استمرت عاماً, بفضل التوافق على انتخابات رئاسية مبكرة يعقبها الحوار! ويحدث أن عاما جديدا في اليمن, كما المستقبل, يبدأ الآن واليوم؛ ينتخب اليمنيون رئيسا جديدا (توافقيا).. وأغلب الظن بل اليقين أن في ذهن الرئيس الجديد يختلج أمل كهذا: لو بمقدوره أن يحصل –بدوره- على قوى وأحزاب وفاعليات جديدة (توافقية) غير تلك التي كانت دائماً موجودة... خلفا عن سلف !