أشتي اعرف بس من هو صاحب فكرة التسعة والتسعين بالمائة والتسعة من عشرة ، لا لشئ الا لكي أسأله عن السوق الذي يجلس فيه المقوت الذي يشتري منه القات فهو وبلا شك اعظم مقوت في العالم. هل ضروري النسبة تكون تسعة وتسعين بالمائة وتسعة من عشرة ؟!! كنت اتمنى الا يفوز رئيسنا الجديد بهذه النسبة في انتخابات محسومة بالفوز مسبقا وبلا منافسين ولها قيمتين وطنية بالمشاركة وديمقراطية بالمقاطعة. سبحان الله يمكن لو طلعت ستين بالمائة المؤتمر سيرفضها رفضه للستين ، ولو طلعت سبعين المشترك سيقدح بها قدحه للسبعين ، طيب ليش ما تكون ثمانين؟ اغلبية الشعب ما يهمه المعدل لأنهم انتخبوا عبدربه على اساس انه الطبيب الذي سيداوي معاناتهم ، اما الحكومة والاحزاب فانتخبوه على اساس انه طالب وضروري يجيب اكبر معدل علشان يدخلوه كلية الطب. الشعب اليمني لم يذهب لإنتخاب رئيس جديد وانما لإنتخاب يمن جديد. نسبة الارض التي نزرعها بالقمح خمسة بالمائة ! ونسبة المجاعة في السكان ثلاثون في المائة !! ونسبة الدخل الفردي صفر تحت الصفر !!! يعني ما دخلت اليمن خانة المئات الا من صندوق الانتخابات ؟! كيف لا وهي البلد التي قال فيها البردوني : ماتت بصندوق وضاح بلا ثمن ولم يمت في حشاها العشق والطرب . ولا يخفاكم اننا شعوب هاربة من النسب المطلقة التي تبدو كعادات جاهلية عربية تضع الحاكم في مرتبة الكمال ، وتمنحه المطلق من الارقام ، والاحلام ، وتمجيد الكلام ، و التسعينات وما بعدها من الفواصل من مؤشرات التخلف التي تميز الدول النائمة عن المتحضرة التي لايوجد فيها نسب مطلقة حتى في اشد المنافسات ضراوة ، ليس فقط في السياسة بل وفي التعليم والصحة و كل مناحي الحياة. النسبة الحقيقة التي يستحقها اي رئيس عربي تأت بعد الانتخابات لاقبل الانتخابات وهي ذاتها نسبة عدد السكان الذين يقبعون تحت خط الفقر، واكبر معدل يميز الحاكم هو معدل النمو الاقتصادي وانخفاض الفقر والبطالة ، ودرجات الوظائف ، وانجاز القضايا في المحاكم ، والتعليم ومحاسبة الفاسدين ، وهذا ما يريد الشعب ان يكون عليه الرئيس الجديد فلا تفسدوه بمعدلاتكم الرهيبة التي تجعل الحليم حيرانا ، فالرجل ما ارتفع الا بتواضعه وهدوئه. في بلادنا المعدلات اربعة انواع : اولها معدل الإبراز وهو المعدل الذي تعودنا عليه في نشرات الاخبار وواجهات الصحف وحجر الاساس وقصاصات الاشرطة ، وصناديق الانتخابات. الثاني : معدل النقاز : وهو السلاح الذي يستخدم في الحروب ، ومعدلات الفقر والمجاعة والنزوح والحروب والتشرد وعمالة الاطفال وووالخ معدل الارتكاز : وهو سياسة متفق عليها من قبل الاحزاب : جمع كراسي ، وطرح وزارات ، وقسمة مصالح ، ومضاعفة هموم للشعب. واخيرا معدل الإنجاز وهذا غير موجود في اليمن بتاتا البتة.