• يستفزني تنطع بعض الأشخاص عبر شاشات التلفزيون ممن يعرضون بضاعتهم البائرة وبالذات عند الحديث عن تشكيل اللجان المتخصصة أو لمجرد سماعهم عن اقتراب موعد تشكيل حكومي جديد.. وبالطبع – كذلك – في مواسم الانتخابات، يظهرون عليك صباح مساء في البرامج الحوارية وفي السجالات الفكرية، يصمون آذاننا بكلامهم الذي أكل عليه الدهر وشرب، فضلاً عن الخطب الرنانة التي تشبه أصوات الطبول الجوفاء. • يحدث كل هذا وأنت تعرف قدراتهم المحدودة إلا من ملكات البحث عن الشهرة وكراسي السلطة مهما كان الثمن وعلى أي نحو حتى وإن كان ذلك على حساب أمن واستقرار الوطن. • لكل ذلك لا يجدون غضاضة في أن يشترون الشهادات العليا ويرشون الإعلام لتدبيج صورهم على صدر الصحف الصفراء.. لا يكلون في الظهور عند كل مناسبة، ينتقدون كل شيء ما لم يكونوا في مطبخ القرار، يشككون بقدرات الآخر لأنه لا يستشيرهم، يدسون أنوفهم – كما يقال – في كل شاردة وواردة. • وفي هذا السياق، أعرف بعضهم منذ عقود طويلة وهم على هذا النحو من الفضاضة والسماجة ولأن تلك مصيبة فإن المصيبة الأعظم أنهم أكثر من غيرهم يعرفون أنهم أصبحوا مهزلة.. وعلى عينك يا تاجر، يبيعون ويشترون في ذمم الناس وأعناقهم ولا يتورعون عن الذهاب إلى المدى البعيد في نحر الوطن. • لا غرابة أن تجد أمثال هؤلاء يكيلون الشتائم لبعضهم البعض وينخرون في جسد الوطن فساداً، لا يهمهم في سجلات أعمالهم غير البحث عن أرخص وأبشع الأساليب لزيادة أرصدتهم، يسوقون الأكاذيب ويبتدعون شتى فنون الحيل لعسف الحقيقية. • هل بعد كل هذا من وقفة شجاعة مع النفس.. أم أن الطبع غلب التطبع -كما يقال- بل إنني أكاد أجزم بأن مثل هذه التصرفات هي السماجة بعينها.