ليس للسياسة مرآة مستوية، أما الإخوان فلديهم مرايا كثيرة، كلها، كمرآة الساحرة في فيلم وقصة "بياض الثلج" تقول لهم عن أنفسهم:"أنتم الأجمل في الكون"، أما الحياة السياسية فتبدو لديهم إسقاطاً لقصة وفيلم "سيد الخواتم"، حيث العالم عدائي، والجميع كائنات معادية. وفيما يتعلق برؤيتهم للحوثيين فلديهم مرآتان، يبدو فيهما الحوثيون نمطين متناقضين من الكائنات يجمعهما الهدف المشترك وهو الحصول على خاتم السلطة الذي صنعه سيد الظلام سورون. في المرآة المقعرة يبدو الحوثيون مجموعة من الأقزام الكوميدية، التي تعيش في الكهوف وتتعاطى البردقان، وتلبس الأزياء المهلهلة، وتشكل مادة هزلية دسمة للقفشات والتهكمات. أما في المرآة المحدبة الأخرى، فيبدو الحوثيون بهيئة عمالقة "الأورك"، شياطين سادية شديدة القسوة والوحشية، متعطشة لسفك الدماء. كائنات ملعونة قادمة من خارج التاريخ. الإخوان، وعبر آلاف العناوين العريضة التي تضخها يومياً ماكينتهم الإعلامية الأولى في اليمن، يكرسون للصورتين معاً، وإن كانوا خضعوا للصورة الثانية، إلا أنهم يعولون على استدراج الحوثيين في الصورة الأولى .. وفي الواقع يئس الإخوان من محاولات احتواء الحوثيين، أسوةً بالاشتراكي والناصري، عبر شراكة سلبية، وهذا ما يجعلهم يراهنون على إغراقهم بالنكبات، وزجهم في صراعات استنزاف وإنهاك تطيح بهم في نهاية المطاف. بكل طاقتهم يراهنون الآن على زج الحوثيين في حرب مع المؤتمر، أو الحراك أو القبائل.. أو الجيش.. بما يعني، بالنسبة لهم، إبعاد "الشر" عنهم، وإهلاك الظالمين بالظالمين وإخراج "الإخوان" سالمين. ينطوى الأمر على استخفاف بعقلية أنصار الله، ومع أن الحوثيين أثبتوا مراراً حنكة سياسية توازي حنكتهم العسكرية، إلا أنهم ليسوا محصنين من الحماقات، بل يرى بعض المراقبين أنهم على قاب قوسين أو أدنى من الاستجابة للصورة النمطية التي صنعها لهم خصومهم.. وبالتالي الوقوع في فخاخ التنميط.