في عام 2014 نشرت أكثر من 26 بحثاً في مجلات ومؤتمرات دولية محكمة. وفازت مجموعتي بجائزتين كبريين. واستطعنا أن ننافس بمشاريع صناعية كثيرة ونجحنا في استقطاب أكثر الأموال في جامعتي بمعدل ضِعْفَي ما استقطبته عام 2013 ومعدل 4 أضعاف ما يستقطبه البروفسورات في مجالي. وأنهيت مرحلة في حياتي العلمية متعبة، تشتتت أفكاري في كل الاتجاهات بسبب هموم الوطن التي تطحن المغترب في غربته أينما كان. لذا كتبت في عام 2014 أكثر من 100 مقالة عامة سياسية واقتصادية نشرن في مواقع وصحف يمنية. وفي 2014 تغيرت أفكاري حول أمور كثيرة وتوسعت آفاقي وزادت علاقاتي العلمية والصناعية والخاصة أكثر, وفي 2014 توثقت علاقتي بطلابي ومجموعتي داخل وخارج ألمانيا أكثر وعرفت عن طريق الفيس بوك شخصيات أفضل مني في علمها وأخلاقها وفكرها داخل وخارج اليمن, والتقيت بشباب في تيديكس تعز أثروا في نفسي أكثر مما أثرت فيهم وغيروا مفاهيم في نفسي حول طاقات شبابنا. وفي 2014 لم أنسحب من الطريق ولم أفرض ما أريد على أحد ولم أنسَ أهلي في اليمن، وإنما أعطيت ما أؤمن به ومن دون تأنيب ضمير أو أهداف شخصية. وفي عام 2014 أنفقت ما يقارب 3 أشهر داخل اليمن كان يغلب عليها العمل التطوعي وليست الإجازة، عرفت كفاءات إدارية وحزبية ومؤسسات رائعة داخل الوطن. وفي عام 2014 كان بالنسبة لي عاما رائعا حول قدرات الجاليات اليمنية ووفائها لوطنها في الخارج طلابا وعمالا، وكان عاما رائعا على مستوى قدرات ونشاط المرأة اليمنية المنظم برغم شحة الإمكانيات, والتي جعلتني فخوراً بها ونشاطها في المجتمع, وكان عاما رائعا لما أردناه جميعا في الحراك المدني "صدقة جارية" في تعز . هذا على المستوى الشخصي فكل عام يجب أن يكون أحسن من قبله، وأفضل شيء بالنسبة لي أنكم كنتم جزءا مهما منه. في المقابل كان عام 2014 بشكل عام كارثة بالنسبة لليمن وللمنطقة وللربيع العربي وللإسلام في الغرب والشرق, عام القلق على الحاضر والمستقبل فليرحل دون رجعة بأحداثه وآلامه وأحزانه. كان عام الحزن في نفوسنا وعام الكذب وعام البيع والشراء وعام العبث والإحباط في حياة ونفوس أبنائنا. عام 2014 كان عام إخفاق القيادات وليس إخفاق الشعب الصابر. وها نحن نستهل العام الجديد 2015م بروح جديدة ومشاريع جديدة، وأتمنى من كل شخص في الداخل والخارج أن يفكر بيمن الغد لا يمن الماضي، أن يفكر بيمن المستقبل لا يمن الصراعات، يمن الأجيال القادمة لا يمن الأجداد المتصارعة، لننتبه أعزائي جميعاً لبلدنا فالأيام تجري وصفحات التاريخ تدوّن كل شيء، فدعونا ندوّن المحبة والتنمية والرخاء لأجيالنا القادمة. فنجاح الفرد اليمني البسيط في داخل الوطن أو خارجه هو نجاح المجتمع اليمني. فأبناء اليمن داخل الوطن وخارجه هم ثروتنا التي نراهن عليها، يستطيعون أن يغيروا الوطن إن أعطوا الفرصة وهم لن يسمحوا أن يسقط الوطن لأن أرواحهم مربوطة به! .