لا يفتقر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما يخلد ذكراه لنطلق اسمه على شارع أو معلم في صنعاء أو أي عاصمة إسلامية وبالمقابل فليس في ذلك ما يدعو إلى النفير العام ووصفه من بعض وسائل الإعلام بالبادرة الخطيرة وتصوير الأمر بأنه كارثة حلت على اليمن وقنبلة ذرية ألقيت على العاصمة اليمنية ثمة إمكانية آمنة لاستخدام العقل أيضا في المناكفات السياسية ولكن البعض يعتقد أن الموضوعية في تقييم الأشياء مضر بالصحة أو يؤثر سلبا على طبقة الأوزون. وإذا كان من الجيد تخليد ذكرى الشخصيات الوطنية بإطلاق أسمائهم على بعض شوارع العاصمة فمن المهم أن تكون هناك موضوعية في اختيار تلك الشخصيات ومراعاة الإجراءات القانونية اللازمة لتنفيذ ذلك. لقد تحاشى أنصار الله إيراد أي من الرموز التي قد تحسب عليهم للتأكيد على تجرد الفكرة من الغرض الذاتي، وجل الأسماء التي اختاروها تحظى رمزيتها بقبول جماهيري وإن كان هناك تفاوت في مستوى ذلك القبول الجماهيري بين شخصية البردوني والشحاري مثلا وهذا طبيعي لكن بعض الأسماء يضع اختيارها العديد من علامات الاستفهام حول معايير الاختيار ويلقي بظلاله على التجرد الذي أراد أنصار الله التأكيد عليه؛ فإدراج اسم عيسى محمد سيف مثلا كرمز وطني واستبعاد الدكتور عبد العزيز المقالح والقاضي الشماحي ومطهر الإرياني يقوم على الاستقطاب السياسي ومبدأ عدو عدوي صديقي وليس على الموضوعية. أعتقد أنه من المشروع أن نتساءل حتى لو غضب الناصريون ما هو الأثر الذي تركه انقلاب 78 وما هو المشروع الوطني والسياسي لقادته لو لم يفشل؟!! وكم عدد اليمنيين خارج تعز الذين يتذكرونه أو عولوا عليه حينها؟؟ هناك الكثير ممن عانوا وقتلوا في عهد الرئيس علي عبدالله صالح وفي عهد الغشمي والحمدي والإرياني والسلال قبل الثورة وبعدها على يد علي محسن أو خميس أو محسن الشرجبي أو هادي عيسى أو غيرهم، لكن حتى لو صحت المظلومية فإنها لا تكفي لأن تصبح وحدها معيار الرمزية الوطنية ولا حتى أداة استقطاب سياسي مجد.