أليس من الملفت بل والمريب أن الحديث عن الفيدرالية كنظام حكم لدول معقدة التركيب وذو سلطات مركزية ضعيفة جدا كالعراق وليبيا واليمن يتم في وقت متقارب وضمن سيناريو متشابه وكأن صاحب هذه الفكرة التمزيقية واحد وان اختلفت الدول أو المسميات والظرف والمكان ...؟!! التحول الجديد للأحزاب اليمنية " المتصارعة " وانتقالها مؤخرا للحوار مع ممثلي الحراك الجنوبي في الخارج وطرح موضوع الفيدرالية ضمن أجندات هذا الحوار كموضوع رئيسي بل وإطلاق العديد من التصريحات الخطيرة التي تتحدث عن حتمية الأخذ بخيار النظام الفيدرالي والقبول بفدرلة اليمن رغم كل المخاطر الحقيقية التي يعرفها هؤلاء المتحاورون والمتمثلة بحتمية تحول بلادنا إذا اعتمد هذا النظام إلى دويلات متناحرة ممزقة وضعيفة ومتناثرة هنا وهناك على قاعدة هذا لي وهذا لك وهذا حقي وهذا حقك !!... هذا التحول الخطير يدعونا كمراقبين للمشهد الوطني الى التأمل بعمق لمعرفة الاسباب الحقيقية لطرح هذا الموضوع في هذا التوقيت الخطير الذي تمر به بلادنا . اليمن شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ليست الإمارات العربية المتحدة محدودة الجغرافيا والسكان والتي تنعم بالخيرات والأموال الطائله والمجتمع المتماسك والمنسجم مع بعضه , وليست أيضا الولاياتالمتحدةالأمريكية أو ألمانيا الاتحادية التي تتمتعا بسلطة مركزية قوية واقتصاد أقوى ومجتمع متمدن ....الخ من الفوارق الموضوعية والجوهرية .... الأمثلة في هذا الباب كثيرة ولا داعي لذكرها أو تكرار الحديث عنها بالمقارنة بمجتمعنا وبلدنا ودولتنا وأحوالنا وأوضاعنا السائدة. حيدر العطاس أعلنها صراحة وفي أكثر من مرة بان خيار الفيدرالية خيار تكتيكي مرحلي يتبعه خيار حق تحديد المصير للوصول إلى فك الارتباط والعودة بالتاريخ إلى ماقبل 1990م .. بالتالي لماذا نضحك على أنفسنا وعلى شعبنا ونهادن ونجامل بعضنا البعض في مسائل كبرى لا تقبل فن الممكن الذي تتبعه أحزاب سياسية شاخت و شاخ أصحابها لتصبح اليوم السلطة وكراسي الحكم " وكيفما كانت " في نظر الكثير من هذه الأحزاب الغاية التي لابد منها ولتذهب من دونها اليمن ووحدة اليمن وشعب اليمن إلى الجحيم !!! يبدو أن هناك ضغوط خارجية قد تكون متربصة بوحدة أرضنا ودولتنا واستقرارنا دفعت بالفرقاء للحوار المتنقل مع أطراف في الخارج لا تريد خيرا لوطنها ووحدة وطنها قبل تبدأ بحوار الداخل الملتهب , ويبدو ايضا ان بعض هذه الضغوط تمارس دورها المريب في هذا الشأن لدفع بلادنا نحو هذا المنحى الخطير في هذا التوقيت الحرج تحت ذرائع واهية وحرص غير صادق على أمننا بل ومطامع إستراتيجية واضحة نحو اليمن ونحو المنطقة العربية ككل , ولننظر فقط إلى موجة الانتفاضات العربية المفاجئ والدعم الغربي الغير عادي لما سمي بثورات الربيع العربي وهو كما يعلم الكثير دعما غير مجاني وغير بريئ ولا يمثل صحوة ضمير غربية نحو العرب أو تكفير عن ذنوب وأخطاء وخطايا بل وجرائم حرب ارتكبت في فلسطين والعراق وأفغانستان ومازالت ترتكب حتى اليوم ... أي أن وراء الأكمة ما ورائها والقادم يحمل الكثير والحكيم يا حكماء العرب ويا حكماء بلادنا بشكل خاص من احتاط واتعض واتقى واستعد وحكم شعبة بقبول حسن وتأييد شعبي حقيقي بفكر ناضج وروح صافية لا تخاف سوى الله ولا تعمل أو تقبل تحمل المسئولية إلا بعد أن تتجرد من الأنا ومن كل الانتماءات والولاءات الضيقة وبذلك ننجو وتنجو بلداننا من هذا القادم المخيف. · إلى المتصارعون على سلطة لاتدوم: اليمن اكبر ووحدة اليمن أغلى وشعب اليمن أعظم وعين الله لاتنام