قد يتضمن التعبير عن المناسبات الوطنية الكبرى الكثير من الكلام الإنشائي ولكنه من وجهه نظري إنشاء جميل وكلام هادف يعبر عن إيماننا كيمنيين بعظمة الانجاز وبوحدة تمثل بحق إرادة شعب عظيم آمن ولازال وسيظل يؤمن بها كخيار حتمي وسبيل وحيد لبناء حاضرة ومستقبلة . الوحدة كمفهوم إنساني واسع هي الاندماج الايجابي والألفة والإخاء والمحبة والتضامن ونشر الخير بين الناس و هي في المقام الأول دعوة سماوية من لدن عدل حكيم خلق عبادة وهو أدرى بطبائعهم ومكامن صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم ولأنه كذلك قال وقوله الحق : ( واعتصموا ...) . الوحدة والتوحد رسالة نبيلة حملها الأنبياء وحثوا الناس عليها وعلى التمسك بها ....وهي هدف سامي وغاية عظيمة سعى إليها المخلصون والصادقون والحكماء والمناضلون عبر التاريخ . - الوحدة اليمنية بدأت كفكرة عندما تفرقت أيدي سبأ بالتعبير المجازي ودرء للمخاطر و التمزق والانهيار تحولت إلى غاية و شعار كبير رفعه المناضلون الأوائل وسعوا إلى تحقيقها كهدف عظيم وغاية نبيلة فقدموا من اجلها الغالي والنفيس حتى تحققت بالفعل وبصورتها الحديثة أو العصرية في الثاني والعشرين من مايو المجيد عام 1990م . - نعم تحققت هذه الوحدة في ذلك التاريخ المشهود بفضل من الله عز وجل وإرادته ومباركته...و كانت ولازالت وستظل قدر شعب ومصير أجيال قادمة ومستقبل بلد برمته. - بل لا نبالغ إذا قلنا أنها قد ترسخت بالفعل منذ القدم وبالتالي هي راسخة في عقول وقلوب الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه قبل الثاني والعشرين من مايو وبعد الثاني والعشرين من مايو وبعد السابع من يوليو وما تلك الأصوات النشاز التي خرجت بالأمس القريب وعادت اليوم لتؤذي مسامعنا بشعاراتها المقيتة إلا مجموعات مأزومة تمثل فقط نفسها وهي تسئ إلى ذاتها قبل أن تسئ إلى وطنها وشعبها وتاريخ ونضالات آباءها وأجدادها . - الوحدة اليمنية يا هؤلاء بريئة من أعمالكم وشعاراتكم التمزيقية , وهي أيضا بريئة من إخفاقات المسئولين , وأزمات المأزومين ومصالح النافذين , وصراع السياسيين , و فساد الفاسدين , ونهب الناهبين , وعنجهية المتعنجهين , وغرور المغرورين , ومناطقية المناطقيين , وعنصرية العنصريين , وطمع الطامعين , وأهداف الحاقدين , وشعارات المغرضين , وكراهة الكارهين لخيرها ورقي شعبها . - وفي المقابل الوحدة اليمنية هوية وطنية لشعب عظيم ودولة كبيرة لوطن كبير قدم لأبنائه الكثير من المنجزات التنموية خاصة لمحافظاتنا الشرقية والجنوبية التي عانت قبل الوحدة الحرمان والأذية بل ولحق بأبنائها الكثير من المجازر الدموية والأعمال الإجرامية والكبت لمبادئ الحرية نتيجة للصراعات السياسية و الوجبات الدموية التي تفنن في صياغتها الكثير من الرفاق داخل اللجنة المركزية , وهذه حقائق غير منسية و بفضل الوحدة طويت وأصبحت من الماضي التشطيري , و ليتذكر فقط أولئك الذين نسوا أو تناسوا مآسي هذا الماضي فأعلنوا التمرد والانسلاخ وتجرئوا على منجز الوحدة وقدسية الوحدة وعظمة الوحدة ليرفعوا الأعلام التشطيرية والشعارات العنصرية والدعوات الانفصالية والرغبة بل والحنين العجيب إلى حياة العبودية التي سميت حينها نظاما واشتراكية وحقوق عماليه تحت رايات الماركسية وشعارات القومية أو الأممية !! ختاما : الوحدة اليمنية وجدت لتبقى وستظل على الدوام سمه يفاخر بها الأقوياء وليس الضعفاء وهي سمة العصر لاسمه الجهلاء ,