أكدت مصادر صحفية أن وزير الدفاع اليمني في الحكومة المستقيلة محمود الصبيحي وصل إلى قريته في محافظة لحج القريبة من مدينة عدن، قبل أن يتوجه للقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم، في حين قرر الأخير تشكيل غرفة قيادة عامة للجيش في المدينة. وقال الصبيحي -الذي كان تحت الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي وعلى آخرين من أعضاء الحكومة المستقيلة في صنعاء- في تصريحات صحفية، إنه اضطر لاتخاذ إجراءات معقدة في طريقه إلى محافظة لحج التي ينتمي إليها بالتنسيق مع مشائخ وأعيان من محافظة مأرب حيث كان في حماية اللجان الشعبية. وأكدت المصادر أن الصبيحي سلك طريق مأربشبوة للوصول إلى جنوب البلاد، في حين تعرض أحد مواكبه في الحديدة غرب البلاد لهجوم من قبل مسلحي الحوثي قتل فيه خمسة من حراسه. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مقربة أن الوزير سيلتقي خلال الساعات المقبلة الرئيس اليمني في القصر الجمهوري بعدن لمناقشة الوضع الخطير الذي تمرّ به البلاد.
من جانبه، قال المحلل السياسي عادل الأحمدي إن خروج الصبيحي من صنعاء ووصوله إلى عدن تعني أن هادي -الذي تمكن هو الآخر قبل أسبوعين من الإفلات من قبضة الحوثيين- قد استعاد شرعيته مستوفاة. وأضاف "صار هادي شرعية خالصة والحوثيون انقلابا خالصا"، مشيراً إلى أن الحوثيون سيحتاجون بعد إفلات الصبيحي إلى رموز جنوبية تضفي طابعا وطنيا على انقلابهم حتى لا يغدو انقلابا مناطقيا مذهبيا".
تحركات هادي في هذه الأثناء، التقى الرئيس اليمني بسفير روسيا فرديمير ديدوشكين في عدن، وأكد له أن "مدينة عدن تعتبر عاصمة إلى حين حل الأزمة اليمنية". من جانبه قال السفير الروسي بعد اللقاء "ليست لدينا شكوك في شرعية الرئيس هادي وهذا ما أكدناه في مجلس الأمن وما خرج به من قرارات تضمنت التأكيد على شرعيته"، مشددا على أن "حل الأزمة اليمنية لن يكون إلا عبر الحوار". وفي الأيام التي تلت وصول هادي إلى عدن، انتقلت معظم سفارات دول مجلس التعاون الخليجي إلى المدينة، وأغلقت معظم الدول الغربية سفاراتها في صنعاء وأجلت دبلوماسييها. وكان الرئيس هادي قرر تشكيل غرفة قيادة عامة للجيش في عدن، وأصدر توجيهات للوحدات العسكرية والأمنية في البلاد بالارتباط بها، وعدم تلقي أوامر من غيرها.