كشفت مصادر يمنية عن تحركات روسية- إيرانية، يقودها السفير الروسي في صنعاء فلاديمير ديدوشكين لرأب الصدع بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي او من يسمون أنفسهم "أنصار الله"، عقب الفشل الذريع والانهيار الذي برز في صفوف الجماعة جراء تمكن الرئيس هادي من الإفلات أول من أمس من الإقامة الجبرية التي فرضت قبل شهر. وأوضحت المصادر، وفق ما أوردته صحيفة "الوطن" السعودية في عددها الصادر اليوم، أن السفير الروسي التقى الرئيس السابق ورئيس حزب المؤتمر علي عبدالله صالح وناقش معه تطورات الأوضاع وطبيعة الخلافات بينه وبين جماعة الحوثي التي هددت بتصفية صالح وأقربائه وقيادات في الحزب، بعد ما لوحت بما يسمى "الإعلان الدستوري" والمضي بحكم اليمن انفراديا، رافضة مقترحات صالح بتعيين نجله "أحمد" رئيسا للمجلس الرئاسي. وأشارت المصادر إلى أن الدور الروسي يسعى إلى إبرام مصالحة بين حزب المؤتمر والحوثيين للعودة إلى التحالف السابق لكن السفير الروسي لم يخرج بأي نتيجة تذكر. وكان الرئيس هادي، الذي سبق له أن قدم استقالته من منصبه ولم يجتمع البرلمان لقبولها، أعلن أول من أمس تمسكه بشرعيته رئيسا للبلاد، في أول بيان صادر عنه عقب نجاحه في كسر الاقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون ووصوله إلى محافظة عدن أمس الأول. في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية أن الرئيس عبدربه منصور هادي وجه بتهيئة مكاتب وفروع الوزارات في محافظتي لحجوعدن للبدء في تنفيذ عمل مؤسسي ينطلق منها. وتوقعت الصحيفة أن يدعو هادي كل الموظفين في العاصمة صنعاء للانتقال إلى مدينة عدن وإدارة العمل من تلك المؤسسات بما فيها وزراء حكومة بحاح، وكذا السفارات والقنصليات التي علقت عملها خلال الأيام الماضية وغادرت صنعاء للعودة إلى عدن. وأعلنت عدة سفارات عربية وأجنبية إغلاق أبوابها في العاصمة صنعاء بعد إصدار جماعة الحوثي "إعلانا دستوريا" في 6 فبراير الماضي، حلت بموجبه مجلس النواب (البرلمان) وشكلت مجلسا وطنيا بديلا عنه قوامه 551 عضوا ومجلس رئاسيا من 5 أعضاء. يشار إلى أن الحوثيون أسقطوا العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي واحتلوا جميع مؤسساتها دون أي مقاومة تذكر. جدير بالذكر ان جماعة الحوثي سيطرت في 20 يناير الماضي على مبنى دار الرئاسة والقصر الجمهورية وحاصرت منزل الرئيس عبدربه منصور هادي الذي قدم استقالته في 22 من الشهر نفسه بالتزامن مع استقالة رئيس حكومة "الكفاءات" رفضا لما أقدم عليه الحوثيون.