اندلعت مواجهات عنيفة امس بين قوات موالية لنجل الرئيس السابق العميد احمد علي صالح قائد قوات الحرس الجمهوري، ومسلحين مفترضين من تنظيم «القاعدة» في منطقة أرحب بالقرب من مطار صنعاء في محاولة للسيطرة على مقر اللواء 63 حرس جمهوري. وقال مصدر إن «المواجهات العنيفة ما زالت مستمرة واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة بمنطقة جبل الصمع. ولم يعرف حجم الخسائر البشرية جراء المواجهات». واضاف المصدر «إن المواجهات تكاد تكون غير مسبوقة»، وأوضح أن الاشتباكات وصلت فى بعض الأحيان إلى الالتحام المباشر من مسافات قريبة جدا تتراوح بين 63 و500 متر بحسب التضاريس الجبلية في منطقة المواجهات. وأشار إلى تقارير استخباراتية أكدت توافد مقاتلين من طرف القاعدة إضافة إلى أكثر من 800 مسلح قبلي دفع بهم للانضمام إلى سابقيهم. وتزامن التصعيد في «أرحب» مع تصعيد في العاصمة صنعاء حيث انتشرت عناصر تابعة لقوات الفرقة الأولى مدرع بكثافة، وتسري اعتقادات بأن القوى الحزبية والسياسية والميليشيات القبلية تسعى لتحقيق مكاسب على الأرض وتغيير معادلة الواقع الهش وامتلاك مفاتيح ضغط للحصول على تنازلات جديدة من الأطراف الأخرى لفرض وقائع ضاغطة للمناورة بها في مواجهة المواقف الإقليمية والدولية المتمسكة بنص الاتفاق السياسي والرافضة للابتزاز وفرض شروط جديدة تمرر مضمون المشروع الانقلابي بطريقة أو بأخرى. وتأتي المواجهات غداة تحذير مجلس الأمن من انهيار التسوية بين أطراف النزاع في اليمن وتعبيره عن القلق حيال انهيار العلاقة بين القوى السياسية الفاعلة، داعياً الجميع إلى تطبيق المرحلة الانتقالية ببنودها كافة والدخول في الحوار الوطني. ولاحظ المجلس ايضا «بقلق أنه لا يزال يتم تجنيد أطفال واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة وعناصر معينة من الجيش». في غضون ذلك، توافد الآلاف من شباب الثورة السلمية للمشاركة في تظاهرات ومسيرات في صنعاء وعموم محافظات اليمن في جمعة «استقلالية القضاء» للتعبير عن وقوفهم ضد المحاولات الرامية للعبث بالمكتسبات والمنجزات التي تحققت. واكد شباب الثورة الاستمرار في التصعيد حتى تتحقق أهداف الثورة كافة.