نشرت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم الجمعة تقريراً أعدته ليلى فاضل من القاهرة عن المناظرة التلفزيونية التي جرت مساء الخميس في القاهرة بين ابرز مرشحين للرئاسة المصرية عمرو موسى وعبد المنعم ابو الفتوح. وهنا نص التقرير: "تجادل أبرز متنافسين في الانتخابات الرئاسية المصرية أمس في نقاش حول دور الإسلام والسياسة تجاه إسرائيل في أكثر الدول العربية سكاناً بينما شاركا في أول مناظرة رئاسية متلفزة في تاريخ البلاد". في البيوت والمقاهي، جلس المصريون من دون حراك مأخوذين بالمناظرة التي امتدت لما بعد الساعة الثانية صباحاً. وقد شملت عمرو موسى، 75 عاماً، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وعبد المنعم أبو الفتوح، 60 عاماً، الذي يعتبر إسلامياً معتدلاً. وبعد عقود من الحكم الاستبدادي، سيكون للمصريين الخيار في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من الشهر الجاري. وظهر الفرق بين المتنافسين بسرعة. فقد توجه موسى، الذي كان وزيراً للخارجية في تسعينات القرن الماضي في عهد حسني مبارك، الرئيس الذي أطاحت به ثورة يناير، للمصريين الذين يتوقون للاستقرار بعد أكثر من عام من الاضطراب السياسي والاقتصادي ومن يخشون صعود الإسلاميين. أما أبو الفتوح فقد سعى لمخاطبة الإسلاميين والليبراليين وداعمي الثورة. وفي خطوة دراماتيكية، وصف أبو الفتوح إسرائيل بعدو مصر ووعد بمراجعة اتفاقية السلام مع الدولة المجاورة، التي كانت محور السلام في الشرق الأوسط. وستجد كلماته صداها على الأرجح بين الكثير من المصريين الغاضبين من السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين لكنها بالتأكيد ستقلق المسؤولين الأميركيين. وقال أبو الفتوح: "إسرائيل عدو، بنيت على الاحتلال. هي تملك 200 رأس حربي نووي ولا تحترم القرارات الدولية. الاتفاقية مع إسرائيل لا بد من مراجعتها، وما هو ضد المصالح المصرية يجب أن يلغى على الفور، وما هو في مصلحتها يجب أن يبقى". وقال موسى ان الاتفاقية يجب أن تراجع قليلاً، لكنه أحجم عن وصف إسرائيل بالعدو. وأضاف: "لدينا الكثير من نقاط الخلاف. معظم أبناء شعبنا يعتبرونها عدواً، لكن مسؤولية الرئيس هي التعامل مع هذه الأمور بمسؤولية وعدم الجري وراء الشعارات الحامية". وحاول أبو الفتوح ربط موسى بحكومة مبارك الوحشية غير المحبوبة، وسأل "كيف يمكنه كجزء من النظام السابق الذي ثار الناس عليه، أن يكون جزءاً من الحل؟". وأنكر موسى تلك الاتهامات، قائلاً: "النظام سقط مع رجاله، أنا لم أكن جزءاً منه، كنت وزيراً قبل عشر سنوات"، وقد غادر موسى منصبه في وزارة الخارجية عام 2001. واتهم موسى أبو الفتوح بأن ولاءه لجماعة الاخوان المسلمين، وليس للوطن، وقال: "لقد دافعت عن الاخوان المسلمين، وليس عن المصريين". وحتى يترشح للرئاسة، قوى أبو الفتوح علاقاته مع جماعة الاخوان، التي قالت في البداية انها لن تقدم مرشحا للرئاسة. لكن رأي الجماعة تغير، واستقر على محمد مرسي ليتقدم للمنصب. وذكرت أنباء أن مرسي رفض المشاركة في المناظرة، لكن حملته قالت إنه لم يدعَ إليها. وتعرضت جماعة الاخوان لانتقاد كبير في الآونة الاخيرة بعد أن سيطرت على البرلمان وسعت لمصالحها الخاصة. كما اتهم موسى خصمه والاخوان بأنهم كانوا جزءا من الهجمات الاسلامية المسلحة في تسعينات القرن الماضي. وأكد أبو الفتوح أنه كان مؤسس ما وصفه بالجماعة الاسلامية السلمية وأنه ليس مسؤولا عن اولئك الذين انشقوا عنها وارتكبوا أعمال عنف. وحول الدين، قدم موسى نفسه كشخص يحترم الشريعة الاسلامية لكنه لا يسمح بالتمييز تجاه الأقليات الأخرى أو توسيع تطبيق الشريعة. أما أبو الفتوح فوصف نفسه بأنه وحدوي سيطبق الشريعة الإسلامية باعتدال لكنه سيقصرها على الدور الذي لعبته في الدستور منذ سنوات – المصدر الأساسي للتشريع. وأنكر موسى ادعاءات أبو الفتوح بأنه يمكن أن يكون جسراً بين الأجزاء المستقطبة في المجتمع، قائلا إن الإسلامي استخدم "لغة مزدوجة. هو سلفي مع السلفيين وليبرالي مع الليبراليين".