حققت أسعار النفط، اليوم الاثنين، ارتفاعا بسبب مخاوف بشأن الإمدادات في الشرق الأوسط نتيجة التوترات الجيوسياسية في المنطقة، لكن مؤشرات على زيادة الإنتاج الأميركي أوقفت هذا الارتفاع. وبحسب " رويترز " فقد ارتفع سعر خام برنت لأقرب شهر استحقاق تسعة سنتات إلى 66.90 دولار للبرميل ، وارتفع الخام الأميركي ستة سنتات إلى 59.75 دولار. وعزز السعر مخاوف أن يؤدي الصراع في المناطق المتوترة إلى تعطيل الإنتاج أو طرق الإمدادات. وعلى الرغم من الصراع في الشرق الأوسط قال محللون إن إمدادات النفط في أسواق النفط مازالت جيدة، وإن وفرة المعروض قد تتزايد إذا زاد إنتاج الولاياتالمتحدة. ويبدو أن النفط في طريقه لتحقيق اتجاه تصاعدي على جميع المستويات نتيجة لعدد من التطورات الإيجابية. وللمرة الأولي منذ بداية عام 2015، بدأ المخزون الأميركي من النفط الخام في التراجع حسبما أفادت وكالة الطاقة العالمية في تقاريرها الأسبوعية. وبحسب تقرير اقتصادي متخصص لشركة "كامكو" فان منتجو النفط الصخري خفضوا إجمالي معدل إنتاجهم كما يتبين من تراجع عدد الحفارات النفطية العاملة في الولاياتالمتحدة الأميركية، ولكن ارتفاع عدد الحفارات في حقولها البحرية قد وازن جزءا من التراجع الذي شهدته داخل حقولها في الولاياتالمتحدة وفقا لتقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر في شهر إبريل. وأفاد تقرير منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بأن الطلب على النفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد سجل ارتفاعا طفيفا خلال عام 2015 وقد أدى ذلك إلى جانب الوضع الراهن في اليمن إلى زيادة أسعار النفط. نمو الطلب العالمي وأشار التقرير انه من ضمن العوامل الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع توقعات نمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2015 صدور إعلان من الحكومة الصينية يتعلق بسلسلة من الإجراءات الجديدة للتحفيزات الاقتصادية، كما أعلنت الصين، التي تعد ثاني أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم، تخفيض سعر الفائدة من أجل دفع عجلة النمو الاقتصادي في البلاد. إضافة إلى ذلك، أسهم انخفاض سعر الدولار الأمريكي نسبيا في ارتفاع أسعار النفط خلال شهر إبريل. وأشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري إلى تباطؤ نمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي "بمعدل 80 ألف برميل يوميا في شهر مايو"، بينما سلط الضوء على نمو معدل الإنتاج النفطي للدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك وتحديدا في روسيا "+185 ألف برميل يوميا في شهر إبريل" والبرازيل "+17 %خلال الربع الأول من عام 2015". إضافة إلى ذلك رفعت الوكالة سقف توقعاتها لمعدل نمو الإنتاج النفطي في الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك من 200 ألف برميل يوميا إلى 830 ألف برميل يوميا. المعروض في زيادة واستقر معدل سعر سلة أوبك من النفط عند 57.30 دولارا أميركيا للبرميل خلال شهر إبريل بزيادة بلغت نسبتها 9.2% أو 4.85 دولارات أمريكية للبرميل. وأنهت سلة أوبك تعاملات الشهر عند سعر 62.21 دولارا أميركيا للبرميل مسجلة مكاسب كبيرة بلغت نسبتها 21.8% أو 11.15 دولارا أميركيا للبرميل بعد المكاسب المنتظمة التي شهدتها منذ بداية الشهر. ومن ناحية أخرى، بلغ معدل سعر النفط الخام الكويتي 56.0 دولارا أميركيا للبرميل خلال شهر إبريل مسجلا مكاسب كبيرة بنسبة 10.9% بالمقارنة مع 50.5 دولارا أميركيا للبرميل في شهر مارس. وراجعت وكالة الطاقة توقعاتها بشأن نمو الطلب العالمي على النفط لعام 2015 حيث تشير التقديرات إلى ارتفاع معدل نمو الطلب بنسبة طفيفة بالمقارنة مع توقعات الشهر السابق، ومن المقدر أن يرتفع بمعدل أعلى من المعدل المسجل في العام السابق بزيادة مقدارها 1.18 مليون برميل يوميا عن مستواها في عام 2014 ليصل حجم الطلب على النفط إلى حوالي 92.50 مليون برميل يوميا. وقد عدلت وكالة الطاقة توقعاتها للطلب على النفط في الدول الأوروبية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي شهدت زيادة بحوالي 50 ألف برميل يوميا نتيجة لتحسن الوضع الاقتصادي في جزء كبير من قارة أوروبا، وبرودة الطقس في الربع الأول من عام 2015 والانخفاض الشديد في خط الأساس للتنبؤات على مدى السنوات الثلاث الأخيرة. وأشار التقرير، من جهة المعروض النفطي، يتوقع أن يزداد المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك بمقدار 0.68 مليون برميل يوميا ليصل إلى 57.16 مليون برميل يوميا، بانخفاض هامشي عن التقديرات السابقة مقداره 10 آلاف برميل يوميا. ومن المتوقع أن يشهد معدل الإنتاج النفطي في الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك نموا خاصة في النصف الأول من عام 2015.