الاحتياطي النقدي لليمن كان قبل 4 اشهر 4,5 مليار دولار و الميزانية العامة كانت 14مليار دولار مع عجز بلغ 3,5 مليار دولار. و الدخل القومي لليمن في حالة الاستقرار 34 مليار دولار, يعني البلد كلها على بعضها اقل من شركة صناعية في المانيا. مع فارق طبعاً ان الشركات الصناعية تعرف اين المستقبل, و على ماذا تراهن و كيف تضمن الاستمرار. اليوم كان عندي شركة صناعية تعمل افضل من قيادات دولة في العالم الثالث و لم اقل اليمن, تريد تعمل معي مشاريع في مجال الحواس و المجسات الدقيقة, و الذي يجب ان تساهم مجموعاتي فيه بحكم عملنا في السنوات الاخيرة. يريدون ان يحموا عالمهم الصناعي بافكار جديدة و مجنونة. كان ممتع ان اعرف ان السوق في مجال الانتاج سوف يحتاج حواس و مجسات دقيقة في عام 2016 ب 17 مليار و نصف يورو اي 21 مليار دولار و الشركات تحاول ان تاخذ نصيبها و هذا يعتبر 5 اضعاف الاحتياط النقدي لليمن. و في مجال الصحة سوف يحتاج السوق مجسات و حواس بقيمة 50 مليار يورو في الخمس السنوات القادمة اي 60 مليار دولار, و هذا يقارب انتاج اليمن من النفط ل10 سنوات من دون احتساب 50% لشركات التنقيب و الانتاج الاجنبية. و في مجال الحركة و صناعات السيارات و الربوت المتحركة و التلفونات و الوسائط سوف نحتاج حواس و مجسات دقيقة بقيمة 170 مليار يورو اي 209 مليار دولار حتى عام 2025. و هذا المبلغ الاخير يعادل الانتاج القومي ل 25 مليون نسمة من سكان اليمن في 6 سنوات, اي يعني كل شيء من نفط و غاز و زراعة و تجارة و غير ذلك. و في مجال الأمان و حماية المواطن سوف يبتلع السوق مجسات و حواس بقيمة 190 مليار يورو, اي 233 مليار دولار حتى عام 2019. اي ميزانية اليمن ل 16 سنة من دون عجز.
عرفت ايضاً ان في عام 2015 عندنا في المانيا سوف يكون فيها 16 مليون شخص اعمارهم فوق 65 سنة و 27 مليون شخص في عام 2050 فوق 65 سنة يحتاجون انظمة ذكية للمراقبة و العناية و التشخيص و يمكن ان نساهم بذلك. عرفت ان 33 % منهم يعيشون لحالهم و 25 % سوف يشترون اي نظام ذكي يساعدهم على الحياة و مشاكلها بحكم السن إن توفر. المهم الجميع يعرف اين المستقبل, و سوف نساهم معهم في تشكيله و ايجاد حلول. طلب الشركات العمل مع مجموعتي يجعلنا نحس اننا في هذا العالم مش تكميلة عدد.
قبل 5 ايام ايضا كنت في اجتماع مع 14 برفيسور من جامعات مختلفة اتفقنا ان نجتمع في مدنية منعزلة في فندق يومين حتى نستطيع ان نعمل بعيد عن الازعاج و الاسرة و الموظفين . في مثل تلك الاجتماعات نعمل من الصباح حتى الساعة 8 ليلاً في تخطيط و ترتيب 16 مشروع علمي بحثي جديد الى عام 2020 سوف ننافس بهن كمجموعة. اذا ارتفض مشروع من ال 16 مشروع او مشروعين و الباقي امتياز في التحكيم نخسر 16 مشروع بسبب ان الفريق لم يعرف نقط ضعفه و لم يقوي ذلك او يقيم ذلك. المنافسة هنا اما الكل ينجح او الكل يخسر. هذه هي قواعد اللعب في ابحاث النخبة. منذ 2008 و مجموعتي شريك في مثل ذلك يعني مش اول مرة نخوض معركة منافسة النخبة.
قبلها ب4 اسابيع كان عندي 3 شركات صناعية و3 برفسورات من جامعات مختلفة ايضاً نخطط مشاريع و ننافس في مجال اخر و ليس له دخل في مشاريع النخبة. قبل يومين كان عندي ايضاً شركة فولكس فاجن لصناعة السيارات نخطط مشروع تسمى نقل المعرفة من مجموعتي الى الصناعة. و بعد اسبوعين سوف التقي 5 شركات صناعية و نبحث امكانيات التقدم في مشاريع مشتركة الى وزارة البحث العلمي, لان تقديم المشاريع للتنافس هو شهر 9 . الوزارة تشترط مساهمة الصناعة الصغيرة او المتوسطة بمعدل 50 % لتوافق على اي مشروع بعد التحكيم . الصناعة الصغيرة او المتوسطة يعني هنا شركات اقل من 500 موظف. معدل قبول المشاريع تحت 9 % يعني من 100 مشروع تقبل الوزارة 9 فقط بعد التحكيم. كل هذا العمل لا يعني اننا سوف ننجح في استقطاب الدعم و المال, بقدر مايعني اننا لازلنا قادرين على المنافسة و التعلم من الاخرين. فالانسان يحس انه لا زال على قيد الحياة عندما تتوسع افقه و يعرف نقاط ضعفه و قوته مقارنة بمن هم مثله او احسن. المشاريع يعني مناقصة و افضل المشاريع و الافكار ممكن تشاهد الحياة و بعضها يدفن بين الافكار القديمة.
المهم هناك مواعيد كثيرة جعلتني اقضي العيد داخل مكتبي. العالم يتحرك بوتيرة سريعة الى الامام و نحن نتحرك في اليمن الى الخلف. كنت اتمني ان ننقل فكر التخطيط و التنفيذ و الاتقان في العمل الى عالمنا العربي و اليمن. الغريب اننا نعمل برغم اننا في اجازة و كان يمكن ان اجلس في البيت. و لكن الشعور انك كلما ارتحت في بيتك اكثر كلما قلت قدرتك على المنافسة و الاحتفاظ بما تحت يدك مما يعني توقفك على جنب كسيارة معطلة الى ان تطلع على المعاش, هذا اذا لم تنطرد من الوظيفة و تدخل سوق العاطلين عن العمل. طبعا هنا في الصورة بعض الموظفين اليوم في احد المعامل عندي بعد النقاش مع الشركة. كان و لازال ممكن ان ننافس بشبابنا في اليمن لو وقف العبث!!!!! - See more at: http://www.voice-yemen.com/art3436.html#sthash.FUq5ZB6J.dpuf